عاهدتم) * يعني عهد أمير المؤمنين عليه السلام الذي أخذه رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم قال الله لهم ناهيا محذرا * (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) * (1).
وهذه إشارة إلى امرأة كانت بمكة وكان لها جوار تأمرهن (أن يغزلن الصوف وهي معهن من الفجر إلى الزوال ثم تأمرهن) (2) أن ينكثن ما غزلنه من الزوال إلى الغروب وكان هذا دأبها، فضرب بها المثل أي فان نقضتم عهد أمير المؤمنين عليه السلام المؤكد المبرم من الله ومن رسوله كنتم كهذه المرأة التي (نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) (3).
قال: وأما قوله * (أن تكون أمة هي أربى من أمة) * فإنه روي عن أبي عبد الله أنه قال: لقارئ هذه الآية: ويحك ما أربى إنما نزل أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم * (إنما يبلوكم الله به) * أي يختبركم بعهد الله ورسوله في أمير المؤمنين عليه السلام (4).
ومعنى قوله * (أئمة هي أزكى من أئمتكم) * أي أطهر والطاهر المعصوم فهم الأئمة المعصومون الطيبون الطاهرون، وأعداؤهم الأئمة الضالون المضلون المشركون الذين هم نجس لا يطهرون، فعليهم من العذاب العدائم ما يستحقون.
قوله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم [98] إنه ليس له سلطن على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون [99] إنما سلطنه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون [100] 23 - تأويله: روى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى يرفعه باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله * (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس له عليهم سلطان أن يزيلهم عن الولاية، فأما الذنوب فإنهم ينالونها كما تنال من غيرهم (5).