(24) (سورة النور) (وما فيها من الآيات في الأئمة الهداة) منها: قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض - إلى قوله - والله بكل شئ عليم [35] المعنى: أن نور الله سبحانه هداه الذي هدى به المؤمنين إلى الايمان (كمشكاة) وهي الكوة في الحائط والمصباح الفتيلة و (الزجاجة) القنديل والكوكب الدري منسوب إلى الدر في صفائه [وضيائه] (1) أي إن نور هذه الأشياء يضئ في الهدى والدين كالكوكب الدري. وقوله تعالى * (يوقد من شجرة - أي من دهن شجرة - مباركة زيتونه [لا شرقية ولا غربية] (2)) *:
قيل لأنه بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم عليه السلام ولذلك سميت مباركة (لا شرقية ولا غربية) لا يقع عليها ظل شرق ولا غرب، بل هي ضاحية في الشمس (يكاد زيتها يضئ - من صفائه - ولو لم تمسسه نار).
هذا معناه الظاهر وأما الباطن فهو مثل ضربه الله سبحانه لنبيه فنور الله ذاته صلى الله عليه وآله والمشكاة صدره والزجاجة قلبه والمصباح نبوته التي تضئ في الدنيا والدين ويهتدي بها سائر المكلفين (يوقد من شجرة مباركة) يعني شجرة النبوة، وهي إبراهيم عليه السلام لأنه أصل الأنبياء الذين جاؤوا بعده وهم ولده (يكاد زيتها يضئ) أي يكاد نور محمد صلى الله عليه وآله يتبين للناس وإن لم يتكلم به.
1 - وقال أبو علي الطبرسي (ره): روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: نحن المشكاة فيها المصباح وهو محمد صلى الله عليه وآله (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله لولايتنا من