قوله تعالى: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون [37] 8 - معنى تأويله: ذكره أبو علي الطبرسي قال: قوله (أسكنت من ذريتي) أي بعض ذريتي. ولا خلاف أنه يريد ولده إسماعيل عليه السلام وقوله (بواد غير ذي زرع) وهو وادي مكة وقوله (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) بفتح الواو ومعناه من هويت الشئ أحببته وملت إليه ميلا طبيعيا.
وهذا الدعاء من إبراهيم عليه السلام لولده إسماعيل وللصفوة من ذريته، وهم النبي والأئمة عليهم السلام لما روي عن الباقر عليه السلام أنه قال: نحن بقية تلك العترة، وإنما كانت دعوة إبراهيم لنا خاصة (1).
وذكر علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره قوله تعالى * (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات) * أي ثمرات القلوب (2).
وقد استجاب الله دعاء إبراهيم في الصفوة الطاهرة من ذريته عليهم السلام بحب المؤمنين إياهم وميلهم إليهم.
9 - وفي هذا المعنى ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن رجاله، عن زيد الشحام قال: دخل قتادة على أبي جعفر عليه السلام فقال له وأجابه قتادة فقال عليه السلام له:
أخبرني عن قول الله عز وجل * (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) * (3).
فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته، بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله.