يذر، ويأمر وينهى لا يخالجه شك ولا ارتياب.
والمراد من الجواب أنهما لا يستويان قط، لأنه لا جواب لهذا الكلام إلا النفي (1) وإنما ضرب الله هذا المثل في هذين الرجلين لأولي البصائر والابصار بحيث يحصل التمييز والاعتبار بين الرجل الأبكم وبين الذي (يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم).
فأما الرجل الأبكم، فهو من قريش وكان مولاه النبي صلى الله عليه وآله وكان كلا عليه وكان لا يوجهه إلى جهة إلا ورد خائبا مجبوها مخذولا بلا خير ولا نفع.
وأما الذي (يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) فهو أمير المؤمنين عليه السلام:
15 - لما روى أبو عبد الله الحسين بن جبير في كتابه نخب المناقب حديثا مسندا عن حمزة بن عطاء، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى * (هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) *.
قال: هو علي بن أبي طالب (يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) (2).
فإذا عرفت ذلك فاعلم أن الرجل الأبكم ضده من قومه وأهله فكيف يساويه وهو لا يساوي شسع نعله.
قوله تعالى: ويوم نبعث من كل أمة شهيدا 16 - قال أبو علي الطبرسي رحمه الله (ويوم نبعث من كل أمة شهيدا) يعني يوم القيامة بين سبحانه أنه يبعث فيه من كل أمة شهيدا، وهم الأنبياء والعدول في كل عصر يشهدون على الناس بأعمالهم.
وقال الصادق عليه السلام: لكل زمان وأمة إمام، تبعث كل أمة مع إمامها (3).