وكما أخبر رسوله عليا صلوات الله عليهما، وكما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم، فهذه الآيات (1) التي ذكرها الله في الكتاب العزيز * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * فنحن أولو النهى الذين انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونستره، ونكتم به عدونا كما اكتتم به رسول الله حتى أذن له في الهجرة وجهاد المشركين.
فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأذن الله لنا باظهار دينه بالسيف، وندعوا الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله صلى الله عليه وآله بدءا (2).
قوله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى [82] 8 - تأويله: قال أبو علي الطبرسي (ره): قال أبو جعفر الباقر عليه السلام (ثم اهتدى) إلى ولايتنا [أهلي البيت عليهم السلام] (3) فوالله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه.
رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده، وأورده العياشي في تفسيره من عدة طرق (4).
9 وعن (5) محمد بن سليمان بالاسناد، عن داود بن كثير الرقي. قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك قوله تعالى * (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) * فما هذا الاهتداء (6) بعد التوبة والايمان