له جناح بالمشرق من نار، وجناح بالمغرب من ثلج، فإذا حضر وقت الصلاة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم فلا الذي من نار يذيب الذي من الثلج، ولا الذي من الثلج يطفئ الذي من نار.
ثم ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد النبيين، وأن وصيه خير الوصيين، سبوح القدوس رب الملائكة والروح فتصفق الديكة في منازلكم فلا يبقى على وجه الأرض ديك إلا أجابه بنحو قوله (1).
وهذا معنى قوله * (كل قد علم صلاته وتسبيحه) * أي كل ديك في (2) منازلكم قد علم صلاة ذلك الديك وتسبيحه فتابعه (3) في قوله وفعله.
وقوله تعالى: ويقولون آمنا بالله وبالرسول - إلى قوله - أولئك هم المفلحون (51) 17 - علي بن إبراهيم (ره)، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى * (ويقولون آمنا بالله وبالرسول - إلى قوله - وما أولئك بالمؤمنين) * قال: نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السلام وعثمان، وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ترضى (4) برسول الله صلى الله عليه وآله، فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان: لا تحاكمه إليه فإنه يحكم له عليك، ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي فقال عثمان: لا أرضى (5) إلا بابن شيبة.
فقال ابن شيبة: تأتمنون رسول الله صلى الله عليه وآله على وحي السماء وتتهمونه في الاحكام. فأنزل الله تعالى هذه الآيات - إلى قوله - * (هم الفائزون) * (6).