فهما الحبلان المتصلان (1) إلى يوم القيامة.
قوله تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقبكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشكرين [144] 41 - تأويله: ما رواه محمد بن يعقوب باسناده يرفعه عن حنان، عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: الناس أهل ردة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة. قلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد، وأبو ذر، وسلمان. ثم عرف أناس هذا الامر بعد يسير.
قال: وهؤلاء الذين دارت عليهم الرحى، وأبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرها فبايع، وذلك قول الله عز وجل * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) * (2).
42 - ابن طاووس في (سعد السعود) باسناد متصل إلى أبي عمرو بن العلاء عن الشعبي، قال: انصرف علي بن أبي طالب عليه السلام في وقعة أجد وبه ثمانون جراحة يدخل فيها الفتائل، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وآله وهو على نطع، فلما رآه بكى وقال:
إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله، لحق على الله أن يفعل به ويفعل به. فقال علي عليه السلام مجيبا له وبكى: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك، ولا فررت، ولكن كيف حرمت من الشهادة. فقال: إنها من ورائك إن شاء الله!
ثم قال: إن أبا سفيان قد أرسل يوعدنا ويقول لي: بيننا وبينكم حمراء الأسد (3)