ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم [111] التائبون العبدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين [112] معنى تأويله: * (إن الله اشترى) * أي ابتاع وحقيقة الاشتراء لا يجوز على الله تعالى لان المشتري إنما يشتري مالا يملك، والله جل أسمه مالك الأشياء جميعها ولكن هذا مثل قوله عز وجل * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) * (1).
وإنما قال ذلك تلطفا منه بعباده، ولما ضمن لهم على نفسه عبر عنه بالشراء وجعل الثواب ثمنا (والطاعة مثمنا) (2) على سبيل المجاز.
ثم وصف سبحانه المؤمنين الذين اشترى منهم الأنفس والأموال بأوصاف.
فقال * (التائبون) * أي الراجعون إلى طاعة الله والمنقطعون إليه.
و * (العابدون) * وهم الذين يعبدون الله وحده مخلصين.
و * (الحامدون) * وهم الذين يحمدون الله ويشكرونه على نعمه على وجه الاخلاص.
و * (السائحون) * وهم الصائمون لقول النبي صلى الله عليه وآله: سياحة أمتي الصيام (3).
و * (الراكعون الساجدون) * وهم المصلون الصلاة ذات الركوع والسجود.
* (الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) * - ظاهر المعنى -.
* (والحافظون لحدود الله) * وهم القائمون بطاعة الله وأوامره والمجتنبون نواهيه.
* (وبشر المؤمنين) * الذين جمعوا هذه الأوصاف كاملة، وهم الكاملون الأئمة المعصومون المطهرون.
20 - لما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره (قال) (4):