قوله تعالى: ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون [28] 2 - تأويله: ما روي بحذف الأسانيد عن جابر بن عبد الله (ره) قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو خارج من الكوفة، فتبعته من ورائه حتى إذا صار إلى جبانة اليهود ووقف في وسطها، نادى: يا يهود (يا يهود) (1) (فأجابوه من جوف القبور: لبيك، لبيك مطلاع يعنون ذلك يا سيدنا) (2).
فقال: كيف ترون العذاب؟
فقالوا: بعصياننا لك كهارون، فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة.
ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن، فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت، فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين عليه السلام على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدائرة القمر.
فقلت: يا سيدي هذا ملك عظيم؟ قال:
نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود، وسلطاننا أعظم من سلطانه.
ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد، فجعل يخطو خطوات وهو يقول: لا والله لا فعلت، لا والله لا كان ذلك أبدا.
فقلت: يا مولاي لمن تكلم ولمن تخاطب؟ وليس أرى أحدا.
فقال عليه السلام: يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت شينبويه (3) وحبتر، وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني (4): يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك ونقر بولايتك (5) فقلت: لا والله لا فعلت، لا والله لا كان ذلك أبدا.
ثم قرأ هذه الآية * (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) *.