عليه السلام في نفر في طلب أبي سفيان، فلقبه أعرابي من خزاعة فقال له * (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) * يعني أبا سفيان وأصحابه * (وقالوا - يعني عليا وأصحابه - حسبنا الله ونعم الوكيل) * فنزلت هذه الآيات إلى قوله * (والله ذو فضل عظيم) * (1).
وقوله تعالى:
الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا بطلا سبحانك فقنا عذاب النار [191] ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار [192] ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للأيمن أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار [193] ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيمة إنك لا تخلف الميعاد [194] فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديرهم وأوذوا في سبيلي وقتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنت تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب [195] 46 - ذكر علي بن عيسى (ره) في كشف الغمة: أن هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه في توجهه إلى المدينة، وذلك بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله من مكة وأمره أن يبيت على فراشه، وأن يقضي ديونه، ويرد الودائع إلى أهلها، وأن يخرج بعد ذلك بأهله وعياله من مكة إلى المدينة، فلما خرج، أخرج معه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وأمه فاطمة بنت أسد عليهما السلام، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، ومن كان قد تخلف له من العيال، وأم أيمن رضي الله عنها، وولدها أيمن وجماعة من ضعفاء المؤمنين، فكانوا كلما نزلوا منزلا ذكروا الله سبحانه وتعالى كما قال: