فقوله صلى الله عليه وآله حيث كان [رسول الله صلى الله عليه وآله] (1) بين أظهرهم، أي عموا عن نور هدايته، وصموا عن سماع وصيته في عترته.
وقوله: حين قبض وأقام عليا (أي) (2) أن النبي بصرهم أولا ما عموا عنه وجلا عن أبصارهم سدف (3) العمى وأسمعهم الموعظة في وصيته، وكشف عن أسماعهم غشاوة الصم، ثم بعد ذلك كله عموا وصموا حتى الساعة (أي) (4) إلى قيام القيامة.
قوله تعالى: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلغ المبين [92] 20 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) * الآية.
فقال: أما والله ما هلك من قبلكم ولا هلك منكم ولا يهلك من بعدكم إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا، وما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا * (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) * (5).
معنى هذا التأويل: أن السائل لما سأل الإمام عليه السلام أجابه بهذا الجواب وتوجيهه: أن الله سبحانه أمر الخلق بطاعته وطاعة رسوله فيما يأمرهم به من الولاية وينهاهم عن مخالفته في تركها، فإن خالفوه وأبوا إلا تركها وجحودها، فقد ألزم الله ورسوله رقاب هذه الأمة بها، وفرضها عليهم إن شاءوا ذلك، أو أبوا، فإنما على رسولنا البلاغ المبين، وقد بلغ ما عليه في عدة مواطن وآخرها غدير خم.
فعليه وعلى آله الكرام أفضل التحية والسلام.
قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علم الغيوب [109]