قبل ورود عبد الرحمن عليه فسار حتى بلغ الري على تعبئة فلقيه طاهر بن الحسين وهو في أقل من أربعة آلاف وقيل كان في ثلاثة آلاف وثمانمائة وخرج من عسكر طاهر ثلاثة أنفس إلى علي بن عيسى يتقربون إليه بذلك فسألهم من هم ومن أي البلدان هم فأخبره أحدهم أنه كان من جند عيسى ابنه الذي قتله رافع قال فأنت من جندي فأمر به فضرب مائتي سوط واستخف بالرجلين وانتهى الخبر إلى أصحاب طاهر فازدادوا جدا في محاربته ونفورا منه فذكر أحمد بن هشام أنه لم يكن ورد عليهم الكتاب من المأمون بأن تسمى بالخلافة إذ التقينا وكان أحمد على شرطة طاهر فقلت لطاهر قد ورد علي بن عيسى فيمن ترى فان ظهرنا له فقال أنا عامل أمير المؤمنين وأقررنا له بذلك لم يكن لنا أن نحاربه فقال لي طاهر لم يجئني في هذا شئ فقلت دعني وما أريد قال شأنك قال فصعدت المنبر فخلعت محمدا ودعوت للمأمون بالخلافة وسرنا من يومنا أو من غد يوم السبت وكان ذلك في شعبان سنة 195 فنزلنا قسطانة وهى أول مرحلة من الري إلى العراق وانتهى علي بن عيسى إلى برية يقال لها مشكويه وبيننا وبينه سبعة فراسخ وجعلناه معه مقدمتنا على فرسخين من جنده وكان علي بن عيسى ظن أن طاهرا إذا رآه يسلم إليه العمل فلما رأى الجد منه قال هذا موضع مفازة وليس ... فأخذ يساره إلى رستاق يقال له رستاق بنى الرازي وكان معنا الأتراك فنزلنا على نهر ونزل قريبا منا وكان بيننا وبينه دكادك وجبال فلما كان في آخر الليل جاءني رجل فأخبرني أن علي بن عيسى قد دخل الري وقد كان كاتبهم فأجابوه فخرجت معه إلى الطريق فقلت له هذا طريقهم وما هنا أثر حافر وما يدل على أنه سار وجئت إلى طاهر فأنبهته فقلت له تصلى قال نعم فدعا بماء فتهيأ فقلت له الخبر كيت وكيت وأصبحنا فقال لي تركب فوقفنا على الطريق فقال لي هل لك أن تجوز هذه الدكادك فأشرفنا على عسكر علي بن عيسى وهم يلبسون السلاح فقال ارجع أخطأنا فرجعنا فقال لي اخرج قال فدعوت المأموني والحسن بن يونس المحاربي والرسهمي فخرجوا جميعا فكان على الميمنة المأموني وعلى الميسرة
(٤)