وفعلتم بهم ما حرم الله عليكم أن تفعلوه بهم وجعلتم عليهم مالا يطيقون فكلمني أصحابي فيكم فرأيت إطلاقكم فقالوا إن هؤلاء الغلمان إباق وهم يهربون منك فلا يبقون عليك ولا علينا فخذ منا مالا وأطلقهم لنا في أمر غلمانهم فأحضروا شطبا ثم بطح كل قوم مولاهم ووكيلهم فضرب كل رجل منهم خمسمائة شطبة وأحلفهم بطلاق نسائهم ألا يعلموا أحدا بموضعه ولا بعدد أصحابه وأطلقهم فمضوا نحو البصرة ومضى رجل منهم يقال له عبد الله ويعرف بكريخا حتى عبر دجيلا فأنذر الشورجيين ليحرزوا غلمانهم وكان هناك خمسة عشر ألف غلام ثم سار بعد ما صلى العصر حتى وافى دجيلا فوجد سفن سماد تدخل في المد فقدمها فركب فيها وركب أصحابه حتى عبروا دجيلا وصاروا إلى نهر ميمون فنزل المسجد الذي في وسط السوق الشارع على نهر ميمون وأقام هناك ولم يزل ذلك دأبه يجتمع إليه السودان إلى يوم الفطر فلما أصبح نادى في أصحابه بالاجتماع لصلاة الفطر فاجتمعوا وركز المردي الذي عليه لواؤه وصلى بهم وخطب خطبة ذكر فيها ما كانوا عليه من سوء الحال وأن الله قد استنقذهم به من ذلك وأنه يريد أن يرفع أقدارهم ويملكهم العبيد والأموال والمنازل ويبلغ بهم أعلى الأموال ثم حلف لهم على ذلك فلما فرغ من صلاته وخطبته أمر الذين فهموا عنه قوله أن يفهموه من لا فهم له من عجمهم لتطيب بذلك أنفسهم ففعلوا ذلك ودخل القصر فلما كان بعد يوم قصد نهربور فوافى جماعة من أصحابه هناك الحميري في جماعة فدفعوهم حتى أخرجوهم إلى الصحراء فلحقهم صاحب الزنج فيمن معه فأوقع بالحميري وأصحابه فانهزموا حتى صاروا إلى بطن دجلة واستأمن إليه رجل من رؤساء الزنج يكنى بأبي صالح يعرف بالقصير في ثلثمائة من الزنج فمناهم ووعدهم خيرا فلما كثر من اجتمع إليه من الزنج قود قواده وقال لهم كل من أتى منكم برجل فهو مضموم إليه وقيل أنه لم يقود قواده إلا بعد مواقعة الخول ببيان ومصيره إلى سبخة القندل وكان ابن أبي عون نقل عن ولاية واسط إلى ولاية الأيلة وكور دجلة فذكر أنه انتهى إليه في اليوم الذي قود فيه قواده أن الحميري وعقيلا مع خليفة ابن
(٥٤٧)