فقال هل سمعت لنا بالبصرة خبرا قلت لا قال فما خبر الزينبي قلت لا علم لي به قال فخبر البلالية والسعدية قلت ولا أعرف أخبارهم أيضا فسألني عن أخبار غلمان الشورجيين وما يجرى لكل غلام منهم من الدقيق والسويق والتمر وعمن يعمل في الشورج من الأحرار والعبيد فأعلمته ذلك فدعاني إلى ما هو عليه فأجبته فقال لي احتل فيمن قدرت عليه من الغلمان فأقبل بهم إلى ووعدني أن يقودني على من آتيه به منهم وأن يحسن إلى واستحلفني ألا أعلم أحدا بموضعه وأن أرجع إليه فخلى سبيلي فأتيت بالدقيق الذي معي الموضع الذي كنت قصدته به وأقمت عنه يومى ثم رجعت إليه من غد فوافيته وقد قدم عليه رفيق غلام يحيى بن عبد الرحمن وكان وجه إلى البصرة في حوائج من حوائجه ووافاه بشبل بن سالم وكان من غلمان الدباسين وبحريرة كان أمره بابتياعها ليتخذها لواء فكتب فيها بحمرة وخضرة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله إلى آخر الآية وكتب اسمه واسم أبيه وعلقها في رأس مردى وخرج في السحر من ليلة السبت لليلتين بقيتا من شهر رمضان فلما صار إلى مؤخر القصر الذي كان فيه لقيه غلمان رجل من الشورجيين يعرف بالعطار متوجهين إلى أعمالهم فأمر بأخذهم فأخذوا وكتف وكيلهم وأخذ معهم وكانوا خمسين غلاما ثم صار إلى الموضع الذي يعمل فيه السنائى فأخذ منه خمسمائة غلام فيهم المعروف بأبي حديد وأمر بوكيلهم فأخذ معهم مكتوفا وكانوا في نهر يعرف بنهر المكاثر ثم مضى إلى موضع السيرافي فأخذ منه خمسين ومائة غلام فيهم زريق وأبو الخنجر ثم صار إلى موضع ابن عطاء فأخذ طريقا وصبيحا الأعسر وراشد المغربي وراشد القرماطي وأخذ معهم ثمانين غلاما ثم أتى موضع إسماعيل المعروف بغلام سهل الطحان ثم لم يزل يفعل ذلك كذلك في يومه حتى اجتمع إليه بشر كثير من غلمان الشورجيين ثم جمعهم وقام فيهم خطيبا فمناهم ووعدهم أن يقودهم ويرأسهم ويملكهم الأموال وحلف لهم الايمان الغلاظ ألا يغدر بهم ولا يخذلهم ولا يدع شيئا من الاحسان إلا أتى إليهم ثم دعا مواليهم فقال قد أردت ضرب أعناقكم لما كنتم تأتون إلى هؤلاء الغلمان الذين استضعفتموهم وقهرتموهم
(٥٤٦)