ابن أوس وجماعة ممن قد لزم السلطان إلى أن صاروا إلى قبضته زهاء خمسين ألف ألف وأصبح الناس في يوم الجمعة وباب الحبس مفتوح فمن قدر أن يمشى مشى ومن لم يقدر اكترى له ما يركبه وما يمنع من ذلك مانع ولا يدفع دافع فكان ذلك من أقوى الأمور التي بعثت الخاصة والعامة على دفع؟ بينهم وبين سليمان بن عبد الله وسد باب السجن بباب الشأم بآجر وطين ولم يعلم أنه كان لإبراهيم ابن إسحاق في هذه الليلة ولا لاحد من أصحابه حركة أصلا فتحدث الناس أن الذي جنى على سجن باب الشأم بمكان المروزي الذي ضربه ابن أوس فيه حتى يخلص ثم لم يمض بعد ذلك خمسة أيام حتى نافر ابن أوس الحسين بن إسماعيل في أمره مال النائبة أراده محمد بن أوس لأصحابه ومنعه الحسين وتجاريا في ذلك كلاما غلظ بينهما فخرج محمد متنكرا فلما كان الغد من ذلك اليوم غدا محمد بن أوس إلى دار سليمان وغدا الحسين بن إسماعيل والشاه بن ميكال مولى طاهر وحضر الناس باب سليمان وكان بين من حضر من أصحاب ابن أوس وبين النائبة محادثة علت فيها الأصوات فتبادر أصحاب ابن أوس والقادمون إلى الجزيرة وعبر إليهم ابن أوس وولده وتصايح الناس بالسلاح وخرج الحسين بن إسماعيل والشاه بن ميكال والمظفر بن سيسل في أصحابهم وصاح الناس بالعامة من أراد النهب فليلحق بنا فقيل إنه عبر الجسرين من العامة في ذلك الوقت مائة ألف إنسان في الزواريق وتوافى الجند والشاكرية بالسلاح فوافى أوائل الناس الجزيرة فلم يكن إلا قدر اللحظة حتى حمل رجل من أهل سرخس على الكبير من ولد محمد بن أوس وطعنه فأراده عن شهري كان تحته ثم أخذته السيوف فانهزم عنه أصحابه فلم يعمل أحد منهم شيئا وسلب الجريح وحمل في زورق حتى عبر به إلى دار سليمان بن عبد الله ابن طاهر فألقى هناك * فذكر بعض من حضر سليمان أنه لما رآه اغرورقت عيناه من الدمع ومهد له وأحضر له الأطباء ومضى ابن أوس من وجهه إلى منزله وكان ينزل في دار لآل أحمد بن صالح بن شيرزاد بالدور مما يلي قصر جعفر ابن يحيى بن خالد بن برمك وجد أهل بغداد في آئارهم والقواد معهم حتى تلقوهم
(٥٣٦)