واختياري إلى حيث نكب المسلمون فيه ناصرا لهم ودافعا عنهم اللهم فآجرني بنيتي إذ عدمت صالح الأعوان ثم انحدرت دموعه يبكى * وذكر عن بعض من حضر المهتدى في بعض مجالسه التي يقول فيها هذا القول وحضره سليمان بن وهب فقال أيأمرني أمير المؤمنين أن أكتب إلى موسى بما أسمع منه فقال له نعم اكتب بما تسمع منى وإن أمكنك أن تنقشه في الصخر فافعل فلقياه الهاشميان في الطريق ولم يغنيا شيئا وضج الموالى وكادوا يثبون بالرسل ورد موسى في جواب الرسالة يعتذر بتخلف من معه عن الرجوع إلى قوله دون ورود باب أمير المؤمنين وأنه ان رام التخلف عنهم لم يأمنهم على نفسه ويحتج بما عاين الرسل الموجهون إليه فورد الرسل بذلك وأوفد مع الرسل موسى وفدا من عسكره فوافوا سامرا لأربع خلون من المحرم سنة 256 (وفى هذه السنة) فارق كنجور علي بن الحسين بن قريش وكان قد نفى أيام المعتز إلى فارس فوكل به علي بن الحسين وحبسه فلما أراد علي بن الحسين محاربة يعقوب بن الليث أخرجه من الحبس وضم إليه خيلا ورجالا فلما انهزم الناس عن علي بن الحسين لحق كنجور بناحية الأهواز فأثر في ناحية رامهرمز أثرا ثم لحق بابن أبى دلف فوافاه بهمذان وأساء السيرة في أسباب وصيف وضياعه ووكلائه في تلك الناحية ثم لحق بعد ذلك بعسكر موسى فلما أقبل موسى فيمن ضمه العسكر بلغ ذلك صالحا فكتب عن المهتدى في حمل كنجور إلى الباب مقيدا فأبى ذلك الموالى ثم لم تزل الكتب تختلف فيه إلى أن نزل العسكر القاطول ثم ظهر أن صالحا قعد لمراغمته وان موسى ترحل إلى سامرا على المباينة لصالح ومن مال إليه ولحق بايكباك بعسكر موسى وأقام موسى هناك يومين ووجه المهتدى إليه أخاه إبراهيم لامه في أمر كنجور يعلمه أن الموالى بسامرا قد أبوا أن يقاروا على دخول كنجور ويأمره بتقييده وحمله إلى مدينة السلام فلم يتهيأ في ذلك ما قدره صالح وكان جوابهم أن قالوا إذا دخلنا سامرا امتثلنا ما أمر به أمير المؤمنين في كنجور وغيره
(٥٤٢)