منطويا عنهم حتى ظهرت في شهر رمضان وصارت إلى صالح بن وصيف ووسطت بينها وبين صالح العطارة وكانت تثق بها وكانت لها أموال ببغداد فكتبت في حملها فاستخرج وحمل منها إلى سامرا * فذكر أنه وافى سامرا يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من هذه السنة قدر خمسمائة ألف دينار ووقعوا لها على خزائن ببغداد فوجه في حملها فاستخرج وحمل منها فحمل إلى السلطان من ذلك متاع كثير وأحيل من ببغداد من الجند والشاكرية المرتزقة بمال عظيم عليه ولم تزل تباع تلك الخزائن متصلا ببغداد وسامرا عدة شهور حتى نفدت ولم تزل قبيحة مقيمة إلى أن شخص الناس إلى مكة في هذه السنة فسيرت إليها مع رجاء الربابي ووحش مولى المهتدى فذكر عمن سمعها في طريقها وهى تدعو الله على صالح بن وصيف بصوت عال اللهم اخز صالح بن وصيف كما هتك سترى وقتل ولدى وبدد شملى وأخذ مالي وغربني عن بلدي وركب الفاحشة منى فانصرف الناس عن الموسم واحتبست بمكة * وذكر أن الأتراك لما تحركوا وثاروا بالمعتز أرسلوا إليه يطلبون منه خمسين ألف دينار على أن يقتلوا صالحا ويستوى لهم الامر فأرسل إلى أمه يعلمها اضطرابهم عليه وأنه خائف على نفسه منهم فقالت ما عندي مال وقد وردت لنا سفاتج فلينتظروا حتى نقبض ونعطيهم فلما قتل المعتز أرسل صالح إلى رجل جوهري قال الرجل فدخلت إليه وعنده أحمد بن خاقان فقال ويحك هوذا ترى ما أنا فيه وكان صالح قد أخافوه وطالبوه بالمال ولم يكن عنده شئ فقال لي قد بلغني أن لقبيحة خزانة في موضع يرشدك إليه هذا الرجل وإذا رجل بين يديه فامض ومعك أحمد بن خاقان فإن أصبتم شيئا فأثبته عندك وسلمه إلى أحمد بن خاقان وصر إلى معه قال فمضيت إلى الصفوف بحضرة المسجد الجامع فجاء بنا ذلك الرجل إلى دار صغيرة معمورة نظيفة فدخلناها ففتشنا كل موضع فيها فلم نجد شيئا وجعل ذلك يغلظ على أحمد بن خاقان وهو يتهدد الرجل ويتوعده ويغلظ له وأخذ الرجل فأسا فجعل ينقر به الحيطان يطلب موضعا قد ستر فيه المال فلم يزل كذلك حتى وقع الفأس على مكان في الحائط استدل بصوته على أن فيه شيئا فهدمه وإذا
(٥٣٠)