ليدخل بغداد فبلغ الناس الخبر فضجوا وتبادروا بالخروج إليه وبلغ يارجوخ الخبر فرجع إلى البردان فأقام بها وكتب إلى السلطان واختلفت الكتب حتى وجه إلى أهل بغداد بمال رضوا به ووقعت بيعة الخاصة ببغداد للمهتدي يوم الخميس لسبع ليال خلون من شعبان ودعى له يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان بعد أن كانت ببغداد فتنة قتل فيها وغرق في دجلة قوم وجرح آخرون لان سليمان كان يحفظ داره قوم من الطبرية بالسلاح فحاربهم أهل بغداد في شارع دجلة وعلى الجسر ثم استقام الامر بعد ذلك وسكنوا * وفى شهر رمضان من هذه السنة ظهرت قبيحة للأتراك ودلتهم على الأموال التي عندها والذخائر والجوهر وذلك أنها فيما ذكر قد قدرت الفتك بصالح وواطأت على ذلك النفر من الكتاب الذين أوقع بهم صالح فلما أوقع بهم صالح وعلمت أنهم لم يطووا عن صالح شيئا من الخبر بسبب ما نالهم من العذاب أيقنت بالهلاك فعملت في التخلص فأخرجت ما في الخزائن داخل الجوسق من الأموال والجواهر وفاخر المتاع فأودعت ذلك كله مع ما كانت أودعت قبل ذلك مما هو في هذا المعنى ثم لم تأمن المعاجلة إلى ما نزل بها وبابنها فاحتالت للهرب وجها فحفرت سربا من داخل القصر من حجرة لها خاصة ينفذ إلى موضع يفوت التفتيش فلما علمت بالحادثة بادرت من غير تلبث ولا تلوم حتى صارت في ذلك السرب ثم خرجت من القصر فلما فرغ الذين شغبوا في أمر ابنها مما أرادوا احكامه فصاروا إلى طلبها غير شاكين في القدرة عليها وجدوا القصر منها خاليا وأمرها عنهم مستترا لا يقفون منه على شئ ولا ما يؤديهم إلى معرفته حتى وقفوا على السرب فعلموا حينئذ انهم منه أوتوا فسلكوه وانتهوا إلى موضع لا يوقف منه على خبر ولا أثر فأيقنوا بالفوت ثم رجموا الظنون فلم يجدوا لها معقلا أعز ولا أمنع إن هي لجأت إليه من حبيب حرة موسى بن بغا التي تزوجها من جواري المتوكل فأحالوا على تلك الناحية وكرهوا التعرض لشئ من أسبابها ووضعوا العيون والأرصاد عليها وأظهروا التوعد لمن وقفوا على معرفته بأمرها ثم لم يظهرهم عليها فلم يزل الامر (34 - 7)
(٥٢٩)