والآخرة بعد أن تبين له أن الصلاح له وللمسلمين في خروجه عن الخلافة والتبرئ منها وأشهد على نفسه بجميع ما سمى ووصف في هذا الكتاب جميع الشهود المسمين فيه وجميع من حضر بعد أن قرئ عليه حرفا حرفا فأقر بفهمه ومعرفته جميع ما فيه طائعا غير مكره وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة 255 فوقع المعتز في ذلك أقر أبو عبد الله بجميع ما في هذا الكتاب وكتب بخطه وكتب الشهود شهاداتهم شهد الحسن بن محمد ومحمد بن يحيى وأحمد بن جناب ويحيى بن زكرياء بن أبي يعقوب الأصبهاني وعبد الله بن محمد العامري وأحمد بن الفضل بن يحيى وحماد ابن إسحاق وعبد الله بن محمد وإبراهيم بن محمد وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة 255 وفى سلخ رجب من هذه السنة كان ببغداد شغب ووثوب العامة بسليمان بن عبد الله بن طاهر * ذكر الخبر عن سبب ذلك وإلى ما آل الامر إليه * وكان السبب في ذلك أن الكتاب من محمد بن الواثق ورد يوم الخميس سلخ رجب على سليمان ببغداد ببيعة الناس له وبها أبو أحمد بن المتوكل وكان أخوه المعتز سيره إلى البصرة حين سخط على أخيه من أمه المؤيد فلما وقعت العصبية بالبصرة نقله إلى بغداد فكان مقيما بها فبعث سليمان بن عبد الله بن طاهر واليه الشرطة يومئذ ببغداد فأحضره داره وسمع من ببغداد من الجند والغوغاء بأمر المعتز وابن الواثق فاجتمعوا إلى باب سليمان وضجوا هنالك ثم انصرفوا على أنه قيل لهم لم يرد علينا من الخبر ما نعلم به ما عمل به القوم فغدوا يوم الجمعة على ذلك من الصياح والقول الذي كان قيل لهم يوم الخميس وصلى الناس في المسجدين ودعى فيهما للمعتز فلما كان يوم السبت غدا القوم فهجموا على دار سليمان وهتفوا باسم أبى أحمد ودعوا إلى بيعته وخلصوا إلى سليمان في داره وسألوه أن يريهم أبا أحمد ابن المتوكل فأظهره لهم ووعدهم المصير إلى محبتهم إن تأخر عنهم ما يحبون فانصرفوا عنه بعد أن أكدوا عليه في حفظه وقدم يارجوخ فنزل البردان ومعه ثلاثون ألف دينار لاعطاء الجند ممن بمدينة السلام ثم صار إلى الشماسية ثم غدا
(٥٢٨)