رزيق لمكانه كان من عبيد الله بن عبد الله ونصرته له وكفايته إياه وانصرافه عن سليمان وأسبابه فلما انصرف الحسين بن إسماعيل إلى بغداد بعقب ما كان يتولاه لعبيد الله من أمر الجند والشاكرية فحبس كاتبه في المطبق وحاجبه في سجن باب الشأم ووكل بباب الحسين بن إسماعيل جندا من قبل إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم لان سليمان ولى إبراهيم ما كان الحسين بن إسماعيل يتولاه لعبيد الله من أمر جسري بغداد وطساسيج قطربل ومسكن والأنبار فلما حدث ما حدث من بيعة المهتدى وشغب الجند والشاكرية بمدينة السلام ووقعت الحرب في تلك الأيام شد محمد بن أوس على رجل من المراوزة كان من الشيعة فضربه في دار سليمان ثلثمائة سوط ضربا مبرحا وحبسه بباب الشأم وكان هذا الرجل من خاصة الحسين بن إسماعيل فلما حدث هذا الحادث احتيج إلى الحسين بن إسماعيل لفضل جلده واقدامه فنحى من كان ببابه موكلا فظهر فتراجع إليه أصحابه من غير أمر وقد كانوا فرقوا على القواد وضم منهم جمع كبير إلى محمد بن أبي عوز القائد فذكر أن المضمومين إلى ابن أبي عون لما صاروا إلى بابه فرق فيهم من ماله للراجل عشرة دراهم وللفارس دينارا فلما رجعوا إلى الحسين رفع ابن أبي عون بذكر ذلك فلم يخرج في ذلك تعيين ولا أمر فلم يزل الحال على هذا والجند والشاكرية يصيحون في طلب مال البيعة وما بقى لهم من مال الطمع المتقدم وقد رد أمرهم في تقسيط مالهم وقبضهم إلى الحسين على ما كان الامر عليه أيام عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر وكان الحسين لا يزال يلقى إليهم ما عليه محمد بن أوس ومن قدم مع سليمان من القصد لاخذ أموالهم والفوز بها دونهم حتى امتلأت قلوبهم فلما كان يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان اجتمع جماعة من الجند والشاكرية ومعهم جماعة من العامة حتى صاروا إلى سجن باب الشأم ليلا فكسروا بابه وأطلقوا في تلك الليلة أكثر من كان فيه ولم يبق فيه من أصحاب الجرائم أحد الا الضعيف والمريض والمثقل فكان ممن خرج في تلك الليلة نفر من أهل بيت مساور بن عبد الحميد الشاري وخرج معهم المروزي مضروب محمد
(٥٣٥)