هذا وأنا في علة قد اشتد الاشفاق منها وكاد الأياس يغلب على الرجاء فيها فان يبل الله ويدفع فبقدرته وكريم عادته وإن يحدث بي الحدث الذي هو سبيل الأولين والآخرين فقد استخلفت عبيد الله بن عبد الله مولى أمير المؤمنين أخي الموثوق باقتفائه أثرى وأخذه بسد ما أنا بسبيله من سلطان أمير المؤمنين إلى أن يأتيه من أمره ما يعمل بحسبه فاعلم ذلك وائتمر فيما تتولاه بما يرد به كتب عبيد الله وأمره إن شاء الله وكتب يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة سنة 253 (وفيها) نفى المعتز أبا أحمد بن المتوكل إلى واسط ثم إلى البصرة ثم رد إلى بغداد وأنزل إلى الجانب الشرقي في قصر دينار بن عبد الله (وفيها) نفى أيضا علي بن المعتصم إلى واسط ثم رد إلى بغداد فيها (وفيها) مات مزاحم بن خاقان بمصر في ذي الحجة (وحج) بالناس في هذه السنة عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي (وفيها) غزا محمد بن معاذ بالمسلمين في ذي القعدة من ناحية ملطية فهزموا وأسر محمد بن معاذ (وفيها) التقى موسى بن بغا والكوكبي الطالبي على فرسخ من قزوين يوم الاثنين سلخ ذي القعدة منها فهزم موسى الكوكبي فلحق بالديلم ودخل موسى بن بغا قزوين * وذكر لي بعض من شهد الوقعة أن أصحاب الكوكبي من الديلم لما التقوا بموسى وأصحابه صفوا صفوفا وأقاموا ترستهم في وجوههم يتقون بذلك سهام أصحاب موسى فلما رأى موسى أن سهام أصحابه لا تصل إليهم مع ما قد فعلوا أمر بما معه من النفط أن يصب في الأرض التي التقى هو وهم فيها ثم أمر أصحابه بالاستطراد لهم واظهار هزيمة منهم ففعل ذلك أصحابه فلما فعلوا ذلك ظن الكوكبي وأصحابه أنهم انهزموا فتبعوهم فلما علم موسى أن أصحاب الكوكبي قد توسطوا النفط أمر بالنار فاشتعلت فيه في فأخذت فيه النار وخرجت من تحت أصحاب الكوكبي فجعلت تحرقهم وهرب الآخرون وكان هزيمة القوم عند ذلك ودخول موسى قزوين (وفيها) لقى خطارمش مساور الشاري بناحية جلولاء في ذي الحجة فهزمه مساور
(٥١٧)