لا تمتعت بها بعدي الا أياما يسيرة ثم مصيرك إلى النار فانتبهت وما أملك عيني ولا جزعي فقال له عبد الله هذه رؤيا وهى تصدق وتكذب بل يعمرك ويسرك الله فادع الآن بالنبيذ وخذ في اللهو ولا تعبأ بالرؤيا قال ففعل ذلك وما زال منكسرا إلى أن توفى * وذكر أن المنتصر كان شاور في قتل أبيه جماعة من الفقهاء وأعلمهم بمذاهبه وحكى عنه أمورا قبيحة كرهت ذكرها في الكتاب فأشاروا عليه بقتله فكان من أمره ما ذكرنا بعضه * وذكر عنه أنه لما اشتدت به علته خرجت إليه أمه فسألته عن حاله فقال ذهبت والله منى الدنيا والآخرة * وذكر عن ابن دهقانة أنه قال كنا في مجلس المنتصر يوما بعد ما قتل المتوكل فتحدث المسدود الطنبوري بحديث فقال المنتصر متى كان هذا فقال ليلة لاناه ولا زاجر فاحفظ ذلك المنتصر وذكر عن سعيد بن سلمة النصراني أنه قال خرج علينا أحمد بن الخصيب مسرورا يذكر أن أمير المؤمنين المنتصر رأى في ليلة في المنام أنه صعد درجة حتى انتهى إلى خمس وعشرين مرقاة منها فقيل له هذا ملكك وبلغ الخبر ابن المنجم فدخل عليه محمد بن موسى وعلي بن يحيى المنجم مهنئين له بالرؤيا فقال لم يكن الامر على ما ذكر لكم أحمد بن الخصيب ولكني حين بلغت آخر المراقي قيل لي قف فهذا آخر عمرك واغتم لذلك غما شديدا فعاش بعد ذلك أياما تتمة سنة ثم مات وهو ابن خمس وعشرين سنة (وقيل) توفى وهو ابن خمس وعشرين سنة وستة أشهر (وقيل) بل كان عمره أربعا وعشرين سنة وكانت مدة خلافته ستة أشهر في قول بعضهم ويومين (وقيل) كانت ستة أشهر سواء وقيل كانت مائة يوم وتسعة وسبعين يوما وكان وفاته بسامرا بالقصر المحدث بعد أن أظهر في إخوته ما أظهر بأربع وأربعين ليلة وذكر أنه لما حضرته الوفاة قال فما فرحت نفسي بدنيا أخذتها * ولكن إلى الرب الكريم أصير وصلى عليه أحمد بن محمد بن المعتصم بسامرا وبها كان مولده وكان أعين أقنى قصيرا جيد البضعة وكان فيما ذكر مهيبا وهو أول خليفة من بنى العباس فيما قيل عرف قبره وذلك أن أمه طلبت إظهار قبره وكانت كنيته أبا جعفر واسم أمه حبشية
(٤١٥)