الأتراك وقد بايعوا أحمد بن محمد بن المعتصم وانصرفوا مما يلي العمرى والبساتين وأخذ الموالى قبل انصرافهم البيعة على من حضر الدار من الهاشميين وغيرهم وأصحاب المراتب وخرج المستعين من باب العامة منصرفا إلى الهاروني فبات هنالك ومضى الأشروسنية إلى الهاروني وقد قتل من الفريقين عدد كثير ودخل قوم من الأشروسنية دورا فظفرت بهم الغوغاء فأخذوا دروعهم وسلاحهم وجواشنهم ودوابهم ودخل الغوغاء والمنتهبة دار العامة منصرفين إلى الهاروني فانتهبوا الخزانة التي فيها السلاح والدروع والجواشن والسيوف واللجم الثغرية وأكثروا منها وربما مر أحدهم بالجواشن والحراب فأكثر وانتهبوا في دار أرمش بن أبي أيوب بحضرة أصحاب الفقاع تراس خيزران وقنابلا أسنة فكثرت الرماح والتراس في أيدي الغوغاء وأصحاب الحمامات وغلمان الباقلي ثم جاءتهم جماعة من الأتراك منهم بغا الصغير من درب زرافة فأجلوهم من الخزانة وقتلوا منهم عدة وأمسكوا قليلا ثم انصرف الفريقان وقد كثرت القتلى بينهم وأقبل الغوغاء لا يمر أحد من الأتراك من أسافل سامرا يريد باب العامة إلا انتهبوا سلاحه وقتلوا جماعة منهم عند دار مبارك المغربي وعند دار حنش أخي يعقوب قوصرة في شوارع سامرا وعامة من انتهب فيما ذكر هذا السلاح أصحاب الفقاع والناطف وأصحاب الحمامات والسقاءون وغوغاء الأسواق فلم يزل ذلك أمرهم إلى نصف النهار وتحرك أهل السجن بسامرا في هذا اليوم فهرب منهم جماعة ثم وضع العطاء على البيعة وبعث بكتاب البيعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر في اليوم الذي بويع له فيه وكان وصوله إلى محمد في اليوم الثاني ووافى به أخ لاتامش ومحمد بن عبد الله في نزهة له فوجه الحاجب إليه وأعلمه مكانه فرجع من ساعته وبعث إلى الهاشميين والقواد والجند ووضع لهم الأرزاق وورد في هذه السنة على المستعين وفاة طاهر عبد الله بن طاهر بخراسان في رجب فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر على خرسان ولمحمد بن عبد الله على العراق وجعل إليه الحرمين والشرطة ومعاون السواد برأسه وأفرده به وعقد في الجوسق لمحمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر
(٤١٩)