البيعة الا الوفاء بها فمن نكث منكم ممن بايع أمير المؤمنين هذه البيعة عما أكد عليه مسرا أو معلنا أو مصرحا أو محتالا فادهن فيما أعطى الله من نفسه وفيما أخذت به مواثيق أمير المؤمنين وعهود الله عليه مستعملا في ذلك الهوينا دون الجد والركون إلى الباطل دون نصرة الحق وزاغ عن السبيل التي يعتصم بها أولو الوفاء منهم بعهودهم فكل ما يملك كل واحد ممن خان في ذلك بشئ نقض عهده من مال أو عقار أو سائمة أو زرع أو ضرع صدقة على المساكين في وجوه سبيل الله محرم عليه أن يرجع شئ من ذلك إلى ماله عن حيلة يقدمها لنفسه أو يحتال بها وما أفاد في بقية عمره من فائدة مال يقل خطرها أو يجل قدرها فتلك سبيله إلى أن توافيه منيته ويأتي عليه أجله وكل مملوك يملكه اليوم إلى ثلاثين سنة من ذكر أو أنثى أحرار لوجه الله ونساؤه في يوم يلزمه الحنث ومن يتزوجه بعدهن إلى ثلاثين سنة طوالق البتة طلاق الحرج والسنة لا مثنوية فيه ولا رجعة وعليه المشي إلى بيت الله الحرام ثلاثين حجة لا يقبل الله منه الا الوفاء بها وهو برئ من الله ورسوله والله ورسوله منه بريئان ولا قبل الله منه صرفا ولا عدلا والله عليكم بذلك شهيد وكفى بالله شهيدا * وذكر أنه لما كانت صبيحة اليوم الذي بويع فيه المنتصر شاع الخبر في الماحوزة وهى المدينة التي كان جعفر بناها في أهل سامرا بقتل جعفر وتوافى الجند والشاكرية بباب العامة بالجعفري وغيرهم من الغوغاء والعوام وكثر الناس وتسامعوا وركب بعضهم بعضا وتكلموا في أمر البيعة فخرج إليهم عتاب بن عتاب وقيل إن الذي خرج إليهم زرافة فأبلغهم عن المنتصر ما يحبون فأسمعوه فدخل إلى المنتصر فأخبره فخرج وبين يديه جماعة من المغاربة فصاح بهم يا كلاب خذوهم فحملوا على الناس فدفعوهم إلى الثلاثة الأبواب فازدحم الناس ووقع بعضهم على بعض ثم تفرقوا عن عدة قد ماتوا من الزحمة والدوس فمنهم من ذكر أنهم كانوا ستة نفر ومنهم من قال كانوا ما بين الثلاثة إلى الستة (وفيها) ولى المنتصر أبا عمرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم بعد البيعة له بيوم المظالم فقال قائل يا ضيعة الاسلام لما ولى * مظالم الناس أبو عمره
(٤٠٤)