* ذكر الخبر عن العلة التي كانت فيها وفاته والوقت الذي توفى فيه * * وقدر المدة التي كانت فيها حياته * فأما العلة التي كانت بها وفاته فإنه اختلف فيها فقال بعضهم أصابته الذبحة في حلقه يوم الخميس لخمس بقين من شهر ربيع الأول ومات مع صلاة العصر من يوم الأحد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر * وقيل توفى يوم السبت وقت العصر لأربع خلون من شهر ربيع الآخر وإن علته كانت من ورم في معدته ثم تصعد إلى فؤاده فمات وإن علته كانت ثلاثة أيام أو نحوها * وحدثني بعض أصحابنا أنه كان وجد حرارة فدعا بعض من كان يتطبب له وأمره بفصده ففصده بمبضع مسموم فكان فيه منيته وإن الطبيب الذي فصده انصرف إلى منزله وقد وجد حرارة فدعا تلميذا له فأمره بفصده ووضع مباضعه بين يديه ليتخير أجودها وفيها المبضع المسموم الذي فصد به المنتصر وقد نسيه فلم يجد التلميذ في المباضع التي وضعت بين يديه مبضعا أجود من المبضع المسموم ففصد به أستاذه وهو لا يعلم أمره فلما فصده به نظر إليه صاحبه فعلم أنه هالك فأوصى من ساعته وهلك من يومه * وقد ذكر أنه وجد في رأسه علة فقطر ابن الطيفوري في أذنه دهنا فورم رأسه وعوجل فمات (وقد قيل) إن ابن الطيفوري انما سمه في محاجمه ولم أزل أسمع الناس حين أفضت إليه الخلافة من لدن ولى إلى أن مات يقولون إنما مدة حياته ستة أشهر مدة شيرويه بن كسرى قاتل أبيه مستفيضا ذلك على ألسن العامة والخاصة وذكر عن يسر الخادم وكان فيما ذكر يتولى بيت المال للمنتصر في أيام إمارته أنه قال كان المنتصر يوما من الأيام في خلافته نائما في ايوانه فانتبه وهو يبكى وينتحب قال فهبته أن أسأله عن بكائه ووقفت وراء الباب فإذا عبد الله ابن عمر البازيار قد وافى فسمع نحيبه وشهيقه فقال لي ماله ويحك يا يسر فأعلمته أنه كان نائما فانتبه باكيا فدنا منه فقال له مالك يا أمير المؤمنين تبكى لا أبكى الله عينك قال ادن منى يا عبد الله فدنا منه فقال له كنت نائما فرأيت فيما يرى النائم كأن المتوكل قد جاءني فقال لي ويلك يا محمد قتلتني وظلمتني وغبنتني خلافتي والله
(٤١٤)