فدخلها وصار إلى بيت مالها فأخذ ما فيه والذي وجد فيه ألفا دينار وزيادة شئ ومن الورق سبعون ألف درهم وأظهر أمره بالكوفة وفتح السجنين وأخرج جميع من كان فيهما وأخرج عمالها عنها فلقيه عبد الله بن محمود السرخسي وكان في عداد الشاكرية فضربه يحيى بن عمر ضربة على قصاص شعره في وجهه أثخنته فانهزم ابن محمود مع أصحابه وحوى يحيى ما كان مع ابن محمود من الدواب والمال ثم خرج يحيى بن عمر من الكوفة إلى سوادها فصار إلى موضع يقال له بستان أو قريبا منه على ثلاثة فراسخ من جنبلاء ولم يقم بالكوفة وتبعته جماعة من الزيدية فاجتمعت على نصرته جماعة من قرب من تلك الناحية من الاعراب وأهل الطفوف والسيب الأسفل وإلى ظهر واسط ثم أقام بالبستان فكثر جمعه فوجه محمد بن عبد الله لمحاربته الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب وضم إليه من ذوي البأس والنجدة من قواده جماعة مثل خالد بن عمران وعبد الرحمن بن الخطاب المعروف بوجه الفلس وأبى السنا الغنوي وعبد الله بن نصر بن حمزة وسعد الضبابي ومن الإسحاقية أحمد بن محمد بن الفضل وجماعة من خاصة الخراسانية وغيرهم وشخص الحسين بن إسماعيل فنزل بإزاء هفندى في وجه يحيى بن عمر لا يقدم عليه الحسين ابن إسماعيل ومن معه وقصد يحيى نحو البحرية وهى قرية بينها وبين قسين خمس فراسخ ولو شاء الحسين أن يلحقه لحقه ثم مضى يحيى بن عمر في شرقي السيب والحسين في غربيه حتى صار إلى أحمداباذ فعبر إلى ناحية سورا وجعل الجند لا يلحقون ضعيفا عجز عن اللحاق بيحيى إلا أخذوه وأوقفوا بمن صار إلى يحيى بن عمر من أهل تلك القرى وكان أحمد بن الفرج المعروف بابن الفزاري يتولى معونة السيب لمحمد ابن عبد الله فحمل ما اجتمع عنده من حاصل السيب قبل دخول يحيى بن عمر أحمداباذ فلم يظفر به ومضى يحيى بن عمر نحو الكوفة فلقيه عبد الرحمن بن الخطاب وجه الفلس فقاتله بقرب جسر الكوفة قتالا شديدا فانهزم عبد الرحمن ابن الخطاب وانحاز إلى ناحية شاهي ووافاه الحسين بن إسماعيل فعسكر بها ودخل يحيى بن عمر الكوفة واجتمعت إليه الزيدية ودعا إلى الرضى من آل محمد
(٤٢٦)