إجابتهم إلى ما سألوا أسهل على * قال فأكبا عليه فقبلا يده قضمهما إليه ثم انصرفا وذكر أنه لما كان يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة 248 خلع المعتز والمؤيد أنفسهما وكتب كل واحد منهما رقعة بخطه أنه خلع نفسه من البيعة التي بويع له وأن الناس في حل من حلها ونقضها وأنهما يعجزان عن القيام بشئ منها ثم قاما بذلك على رؤس الناس والأتراك والوجوه والصحابة والقضاة وجعفر بن عبد الواحد قاضى القضاة والقواد وبنى هاشم وولاة الدواوين والشيعة ووجوه الحرس ومحمد بن عبد الله بن طاهر ووصيف وبغا الكبير وبغا الصغير وجميع من حضر دار الخاصة والعامة ثم انصرف الناس بعد ذلك والنسخة التي كتباها (بسم الله الرحمن الرحيم) إن أمير المؤمنين المتوكل على الله رضي الله عنه قلدني هذا الامر وبايع لي وأنا صغير من غير إرادتي ومحبتي فلما فهمت أمرى علمت أنى لا أقوم بما قلدني ولا أصلح لخلافة المسلمين فمن كانت بيعتي في عنقه فهو من نقضها في حل وقد حللتكم منها وأبرأتكم من أيمانكم ولا عهد لي في رقابكم ولا عقد وأنتم برآء من ذلك وكان الذي قرأ الرقاع أحمد بن الخصيب ثم قام كل واحد منهما قائما فقال لمن حضر هذه رقعتي وهذا قولي فاشهدوا على وقد أبرأتكم من أيمانكم وحللتكم منها فقال لهما المنتصر عند ذلك قد خار الله لكما وللمسلمين وقام فدخل وكان قد قعد للناس وأقعدهما بالقرب منه فكتب كتابا إلى العمال بخلعهما وذلك في صفر سنة 248 نسخة كتاب المنتصر بالله إلى أبى العباس محمد بن عبد الله ابن طاهر مولى أمير المؤمنين في خلع أبى عبد الله المعتز وإبراهيم المؤيد من عبد الله محمد الامام المنتصر بالله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله مولى أمير المؤمنين أما بعد فان الله وله الحمد على آلائه والشكر بجميل بلائه جعل ولاة الامر من خلفائه القائمين بما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم والذابين عن دينه والداعين إلى حقه والممضين لاحكامه وجعل ما اختصهم به من كرامته قواما لعباده وصلاحا لبلاده ورحمة غمر بها خلقه وافترض طاعتهم ووصلها بطاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأوجبها في محكم تنزيله لما جمع فيها من سكون الدهماء واتساق الأهواء
(٤١٠)