الباب * فذكر عن يعقوب بن السكيت أنه قال حدثني المؤيد قال لما رأيت ذلك قلت لهم بجرأة واستطالة ما هذا يا كلاب فقد ضربتم على دمائنا تثبون على مولاكم هذا الوثوب اعزثوا قبحكم الله دعوني أكلمه فكاعوا عن جوابي بعد تسرع كان منهم وأقاموا ساعة ثم قالوا لي القه إن أحببت فظننت انهم استأمروا فقمت إليه فإذا هو في البيت يبكى فقلت يا جاهل تراهم قد نالوا من أبيك وهو هو ما نالوا ثم تمتنع عليهم اخلع ويلك ولا تراجعهم قال سبحان الله أمر قد مضيت عليه وجرى في الآفاق أخلعه من عنقي فقلت هذا الامر قتل أباك فليته لا يقتلك اخلعه ويلك فوالله لئن كان في سابق علم الله أن تلى لتلين قال أفعل * قال فخرجت فقلت قد أجاب فأعلموا أمير المؤمنين فمضوا ثم عادوا فجزوني خيرا ودخل معهم كاتب قد سماه ومعه دواة وقرطاس فجلس ثم أقبل على أبى عبد الله فقال اكتب بخطك خلعك فتلكأ فقلت للكاتب هات قرطاسا أملل ما شئت فأملى على كتابا إلى المنتصر أعلمه فيه ضعفي عن هذا الامر وأنى علمت أنه لا يحل أن أتقلده وكرهت أن يأثم المتوكل بسببي إذ لم أكن موضعا له وأسأله الخلع وأعلمه أنى خلعت نفسي وأحللت الناس من بيعتي فكتبت كلما أراد ثم قلت اكتب يا أبا عبد الله فامتنع فقلت اكتب ويلك فكتب وخرج الكاتب عنا ثم دعانا فقلت نجدد ثيابنا أو نأتى في هذه فقال بل جدد فدعوت بثياب فلبستها وفعل أبو عبد الله كذلك وخرجنا فدخلنا وهو في مجلسه والناس على مراتبهم فسلمنا فردوا وأمر بالجلوس ثم قال هذا كتابكما فسكت المعتز فبدرت فقلت نعم يا أمير المؤمنين هذا كتابي بمسألتي ورغبتي وقلت للمعتز تكلم فقال مثل ذلك ثم أقبل علينا والأتراك وقوف وقال أترياني خلعتكما طمعا في أن أعيش حتى يكبر ولدى وأبايع له والله ما طمعت في ذلك ساعة قط وإذا لم يكن في ذلك طمع فوالله لان يليها بنو أبى أحب إلى من أن يليها بنو عمى ولكن هؤلاء وأومأ إلى سائر الموالى ممن هو قائم وقاعد ألحوا على في خلعكما فخفت إن لم أفعل أن يعترضكما بعضهم بحديدة فيأتي عليكما فما ترياني صانعا أقتله فوالله ما تفي دماؤهم كلهم بدم بعضكم فكانت
(٤٠٩)