وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " فبالجهاد اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم وجعل جنته ثمنا لهم ورضوانه جزاء لهم على بذلها وعدا منه حقا لا ريب فيه وحكما عدلا لا تبديل له قال الله عز وجل " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم وحكم الله عز وجل لاحياء المجاهدين بنصره والفوز برحمته وأشهد لموتاهم بالحياة الدائمة والزلفى لديه والحظ الجزيل من ثوابه فقال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون " وليس من شئ يتقرب به المؤمنون إلى الله عز وجل من أعمالهم ويسعون به في حط أوزارهم وفكاك رقابهم ويستوجبون به الثواب من ربهم الا والجهاد عنده أعظم منه منزلة وأعلى لديه رتبة وأولى بالفوز في العاجلة والآجلة لان أهله بذلوا لله أنفسهم لتكون كلمة الله هي العليا وسمحوا بها دون من وراءهم من اخوانهم وحريم المسلمين وبيضتهم ووقموا بجهادهم العدو وقد رأى أمير المؤمنين لما يحبه من التقرب إلى الله بجهاد عدوه وقضاء حقه عليه فيما استحفظه من دينه والتماس الزلفى له في اعزاز أوليا؟ واحلال البأس والنقمة بمن حاد عن دينه وكذب رسله وفارق طاعته أن ينهض وصيفا مولى أمير المؤمنين في هذا العام إلى بلاد أعداء الله الكفرة الروم غازيا لما عرف الله أمير المؤمنين من طاعته ومناصحته ومحمود تعبئته وخلوص نيته في كل ما قربه من الله ومن خليفته وقد رأى أمير المؤمنين والله ولى معونته وتوفيقه أن يكون موافاة وصيف فيمن أنهض أمير المؤمنين معه من مواليه وجنده وشاكريته ثغر ملطية لاثنتي عشرة ليلة تخلو من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين وذلك من شهور العجم للنصف من حزيران ودخوله بلاد أعداء الله في أول يوم من تموز
(٤٠٧)