عشرة آلاف رجل فكان على مقدمته في بدأته مزاحم بن خاقان أخو الفتح بن خاقان وعلى الساقة محمد بن رجاء وعلى الميمنة السندي بن بختاشة وعلى الدراجة نصر ابن سعيد المغربي واستعمل على الناس والعسكر أبا عون خليفته وكان على الشرطة بسامرا وكتب المنتصر عند اغزائه وصيفا مولاه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر كتابا نسخته (بسم الله الرحمن الرحيم) من عبد الله محمد المنتصر بالله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله مولى أمير المؤمنين سلام عليك فان أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ويسأله أن يصلى على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله * أما بعد فان الله وله الحمد على آلائه والشكر بجميل بلائه اختار الاسلام وفضله وأتمه وأكمله وجعله وسيلة إلى رضاه ومثوبته وسبيلا نهجا إلى رحمته وسببا إلى مذخور كرامته فقهر له من خالفه وأذل له من عند عن حقه وابتغى غير سبيله وخصه بأتم الشرائع وأكملها وأفضل الاحكام وأعدلها وبعث به خيرته من خلقه وصفوته من عباده محمدا صلى الله عليه وسلم وجعل الجهاد أعظم فرائضه منزلة عنده وأعلاها رتبة لديه وأنجحها وسيلة إليه لان الله عز وجل أعز دينه وأذل عتاة الشرك قال الله عز وجل آمرا بالجهاد ومفترضا له " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " وليست تمضى بالمجاهد في سبيل الله حال لا يكابد في الله نصبا ولا أذى ولا ينفق نفقة ولا يقارع عدوا ولا يقطع بلدا ولا يطأ أرضا إلا وله بذلك أمر مكتوب وثواب جزيل وأجر مأمول قال الله عز وجل " ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون " ثم أثنى عز وجل بفضل منزلة المجاهدين على القاعدين عنده وما وعدهم من جزائه ومثوبته ومالهم من الزلفى عنده فقال " لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم
(٤٠٦)