طاهر بكل ما سأل وكتب إلى حيان بأن يتوقف ولا يدخل الجبل ولا يوغل حتى يكون من قارن ما؟ به على الوفاء لئلا يكون منه مكر فكتب حيان إلى قارن بذلك فدعا قارن بعبد الله بن قارن وهو أخو مازيار ودعا جميع قواده إلى طعامه فلما أكلوا ووضعوا سلاحهم واطمأنوا أحدق بهم أصحابه في السلاح الشاك وكتفهم ووجه بهم إلى حيان بن جبلة فلما صاروا إليه استوثق منهم وركب حيان في جمعه حتى دخل جبال قارن وبلغ مازيار الخبر فاغتم لذلك وقال له القوهيار أخوه في حبسك عشرون ألفا من المسلمين ما بين إسكاف وخياط وقد شغلت نفسك بهم وإنما أتيت من مأمنك وأهل بيتك وقرابتك فما تصنع بهؤلاء المحبسين عندك قال فأمر مازيار بتخلية جميع من في حبسه ثم دعا إبراهيم بن مهران صاحب شرطته وعلي بن ربن النصراني كاتبه وشاذان بن الفضل صاحب خراجه ويحيى ابن الروذبهار جهبذه وكان من أهل السهل عنده فقال لهم إن حرمكم ومنازلكم وضياعكم بالسهل وقد دخلت العرب إليه وأكره أن أشومكم فاذهبوا إلى منازلكم وخذوا لأنفسكم الأمان ثم وصلهم وأذن لهم في الانصراف فصاروا إلى منازلهم وأخذوا الأمان لأنفسهم ولما بلغ أهل مدينة سارية أخذ سرخاستان واستباحة عسكره ودخول حيان بن جبلة جبل شروين وثبوا على عامل مازيار بسارية وكان يقال له مهريستانى بن شهريز فهرب منهم ونجا بنفسه وفتح الناس باب السجن وأخرجوا من فيه ووافى حيان بعد ذلك مدينة سارية وبلغ قوهيار أخا مازيار موافاة حيان سارية فأطلق محمد بن موسى بن حفص الذي كان عامل طبرستان من حبسه وحمله على بغل بسرج ووجه به إلى حيان ليأخذ له الأمان ويجعل له جبال أبيه وجده على أن يسلم له مازيار ويوثق له بذلك بضمان محمد بن موسى بن حفص وأحمد بن الصقير فلما صار محمد بن موسى إلى حيان وأخبره برسالة قوهيار إليه قال له حيان من هذا يعنى أحمد قال شيخ البلاد يعرفه الخلفاء والأمير عبد الله ابن طاهر بن عارف فبعث حيان إلى أحمد فأتاه فأمره بالخروج إلى مسلحة خرماباذ مع محمد بن موسى وكان لأحمد ابن يقال له إسحاق وكان قد هرب من مازيار يأوى
(٢٩٢)