النصراني ومعهما خليفة صاحب الحرس إلى أهل المدن المحتبسين عنده أن الخيل قد زحفت إلى من كل جانب وإنما حبستكم ليبعث إلى هذا الرجل فيكم يعنى المعتصم فلم يفعل وقد بلغني أن الحجاج بن يوسف غضب على صاحب السند في امرأة أسرت من المسلمين وأدخلت إلى بلاد السند حتى غزا السند وأنفق بيوت الأموال حتى استنفذ المرأة وردها إلى مدينتها وهذا الرجل لا يكترث بعشرين ألفا ولا يبعث إلى يسأل فيكم وإني لا أقدم على حربه وأنتم ورائي فأدوا إلى خراج سنتين وأخلى سبيلكم ومن كان منكم شابا قويا قدمته للقتال فمن وفى لي منكم رددت عليه ماله ومن لم يف أكون قد أخذت ديته ومن كان شيخا أو ضعيفا صيرته من الحفظة والبوابين فقال رجل يقال له موسى بن هرمز الزاهد كان يقال إنه لم يشرب الماء منذ عشرين سنة أنا أؤدى إليك خراج سنتين وأقوم به فقال خليفة صاحب الحرس لأحمد بن الصقير لم لا تتكلم وقد كنت أحظى القوم عند الاصبهبذ وقد كنت أراك تتغذى معه وتتكئ على وسادته وهذا شئ لم يفعله الملك بأحد غيرك فأنت أولى بالقيام بهذا الامر من موسى قال أحمد إن موسى لا يقدر على القيام بجباية درهم واحد وإنما أجابكم بجهل وبما هو عليه وعلى الناس أجمع ولو علم صاحبكم أن عندنا درهما واحدا لم يحبسنا وإنما حبسنا بعد ما استنظف كل ما عندنا من الأموال والذخائر فان أراد الضياع بهذا المال أعطيناه فقال له علي بن ربن الكاتب الضياع للملك لا لكم فقال له إبراهيم بن مهران أسألك بالله يا أبا محمد لما سكت عن هذا الكلام فقال له أحمد لم أزل ساكتا حتى كلمني هذا بما قد سمعت ثم انصرفت الرسل على ضمان موسى الزاهد وأعلموا المازيار ضمانه وانضم إلى موسى الزاهد قوم من السعاة فقالوا فلان يحتمل عشرة آلاف وفلان يحتمل عشرين ألفا وأقل وأكثر وجعلوا يستأكلون الناس أهل الخراج وغيرهم فلما مضى لذلك أيام رد مازيار الرسل مقتضيا المال ومتنجزا ما كان من ضمان موسى الزاهد ولم يزلف لذلك أثرا ولا تحقيقا وتحقق قول أحمد وألزمه الذنب وعلم المازيار أن ليس عند القوم
(٢٨٨)