فركب محمد بن إبراهيم من مدينة آمل وبلغ الحسن بن الحسين الخبر فذكر عن إبراهيم بن مهران أنه كان يتحدث عند أبي السعدي فلما قرب الزوال انصرف يريد منزله وكان طريقه على باب مضرب الحسن قال فلما حاذيت مضربه إذا بالحسن راكب وحده لم يتبعه إلا ثلاثة غلمان له أتراك قال فرميت بنفسي وسلمت عليه فقال اركب فلما ركبت قال أين طريق آرم قلت هي على هذا الوادي فقال لي أمض أمامي قال فمضيت حتى بلغت دربا على ميلين من آرم قال ففزعت وقلت أصلح الله الأمير هذا موضع مهول ولا يسلكه إلا الألف فارس فأرى لك أن تنصرف ولا تدخله قال فصاح بي امض فمضيت وأنا طائش العقل ولم نر في طريقنا أحدا حتى وافينا آرم فقال لي أين طريق هرمزداباذ قلت على هذا الجبل في هذا الشراك قال فقال لي سر إليها أعز الله الأمير الله الله في نفسك وفينا وفى هذا الخلق الذي معك قال فصاح بي امض يا ابن اللخناء قال فقلت له أعزك الله اضرب أنت عنقي فإنه أحب إلى من أن يقتلني مازيار ويلزمني الأمير عبد الله ابن طاهر الذنب قال فانتهرني حتى ظننت أنه سيبطش بي ومضيت وأنا خليع الفؤاد وقلت في نفسي الساعة نؤخذ جميعا وأوقف بين يدي مازيار فيوبخني ويقول جئت دليلا على فبينا نحن كذلك إذ وافينا هرمزداباذ مع اصفرار الشمس فقال لي أين كان سجن المسلمين ههنا فقلت له في هذا الموضع قال فنزل فجلس ونحن صيام والخيل تلحقنا متقطعة وذلك أنه ركب من غير علم الناس فعلموا بعد ما مضى فدعا الحسن بيعقوب بن منصور فقال له يا أبا طلحة أحب أن تصير إلى الطالقانية فتلطف بحيلك لجيش أبى عبد الله محمد بن إبراهيم بن مصعب هنالك ساعتين أو ثلاث ساعات أو أكثر ما أمكنك وكان بينه وبين الطالقانية فرسخان أو ثلاثة فراسخ قال إبراهيم فبينا نحن وقوف بين يدي الحسن إذ؟ عا بقيس بن زنجويه فقال له امض إلى درب لبورة وهو على أقل من فرسخ فأبرز بأصحابك على الدرب قال فلما صلينا المغرب وأقبل الليل إذا أنا بفرسان بين أيديهم الشمع مشتعلا مقبلين من طريق لبورة فقال لي يا إبراهيم أين طريق لبورة فقلت أرى نيرانا وفرسانا قد أقبلوا من ذلك
(٢٩٥)