عن الحرس ووليه إسحاق بن معاذ (وفيها) وجه عبد الله بن طاهر بمازيار فخرج إسحاق بن إبراهيم إلى الدسكرة فأدخله سامرا في شوال وأمر بحمله على الفيل فقال محمد بن عبد الملك الزيات قد خضب الفيل كعاداته * يحمل جيلان خراسان والفيل لا تخضب أعضاؤه * إلا الذي شأن من الشأن فأبى مازيار أن يركب الفيل فأدخله على بغل بإكاف فجلس المعتصم في دار العامة لخمس ليال خلون من ذي القعدة وأمر فجمع بينه وبين الأفشين وقد كان الأفشين حبس قبل ذلك بيوم فأقر المازيار أن الأفشين كان يكاتبه ويصوب له الخلاف والمعصية فأمر برد الأفشين إلى محبسه وأمر بضرب مازيار فضرب أربعمائة سوط وخمسين سوطا وطلب ماء فسقى فمات من ساعته (وفيها) غضب المعتصم على الأفشين فحبسه * ذكر الخبر عن سبب غضبه عليه وحبسه إياه * ذكر أن الأفشين كان أيام حربه بابك ومقامه بأرض الخرمية لا يأتيه هدية من أهل أرمينية إلا وجه بها إلى أشر وسنة فيجتاز ذلك بعبد الله بن طاهر فيكتب عبد الله إلى المعتصم بخبره فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر يأمر بتعريف جميع ما يوجه به الأفشين من الهدايا إلى أشر وسنة ففعل عبد الله بذلك وكان الأفشين كلما تهيأ عنده مال حمله أوساط أصحابه من الدنانير والهما بين بقدر طاقتهم كان الرجل يحمل من الألف فما فوقه من الدنانير في وسطه فأخبر عبد الله بذلك فبينا هو في يوم من الأيام وقد نزل رسل الأفشين معهم الهدايا نيسابور وجه إليهم عبد الله بن طاهر وأخذهم ففتشهم فوجد في أساطهم همايين فأخذها منهم وقال لهم من أين لكم هذا المال فقالوا هذه هدايا الأفشين وهذه أمواله فقال كذبتم لو أراد أخي الأفشين أن برسل بمثل هذه الأموال لكتب إلى يعلمني ذلك لآمر بحراسته وبذرقته لان هذا مال عظيم وإنما أنتم لصوص فأخذ عبد الله بن طاهر المال وأعطاه الجند قبله وكتب إلى الأفشين يذكر له ما قال
(٣٠٣)