عندي أولى بالصواب وذلك أن مقتل مازيار كان في سنة 225 وكان فعله ما فعل بأهل طبرستان قبل ذلك بسنة (رجع الحديث) إلى الخبر عن قصة مازيار وفعله بأهل آمل على ما ذكر عن محمد بن حفص * قال وكتب إلى الدري ليفعل ذلك بوجوه العرب والأبناء ممن كان معه بمرو وكبلهم بالحديد وحبسهم ووكل بهم الرجال في حبسهم فلما تمكن المازيار واستوى له أمره وأمر القوم جمع أصحابه وأمر سرخاستان بتخريب سور مدينة آمل فخربه بالطبول والمزامير ثم سار إلى مدينة سارية ففعل بها مثل ذلك ثم وجه مازيار أخاه فوهيار إلى مدينة طميس وهى على حد جرجان من عمل طبرستان فخرب سورها ومدينتها وأباح أهلها فهرب منهم من هرب وبلى من بلى ثم توجه بعد ذلك إلى طميس سرخاستان وانصرف عنها فوهيار فلحق بأخيه المازيار فعمل سرخاستان سورا من طميس إلى البحر ومده في البحر مقدار ثلاثة أميال وكانت الأكاسرة بنته بينها وبين الترك لان الترك كانت تغير على أهل طبرستان في أيامها ونزل معسكرا بطميس سرخاستان وصير حولها خندقا وثيقا وأبراجا للحرس وصير عليها بابا وثيقا ووكل به الرجال الثقات ففزع أهل جرجان وخافوا على أموالهم ومدينتهم فهرب منها نفر إلى نيسابور وانتهى الخبر إلى عبد الله بن طاهر وإلى المعتصم فوجه إليه عبد الله بن طاهر عمه الحسن بن الحسين بن مصعب وضم إليه جيشا كثيفا يحفظ جرجان وأمره أن يعسكر على الخندق فنزل الحسن بن الحسين معسكرا على الخندق الذي عمله سرخستان وصار بين العسكرين عرض الخندق ووجه أيضا عبد الله بن طاهر حيان بن جبلة في أربعة آلاف إلى قومس معسكرا على حد جبال شروين ووجه المعتصم من قبله محمد بن إبراهيم بن مصعب أخا إسحاق بن إبراهيم في جمع كثيف وضم إليه الحسن بن قارن الطبري القائد ومن كان بالباب من الطبرية ووجه منصور بن الحسن هار صاحب دنباوند إلى مدينة الري ليدخل طبرستان من ناحية الري ووجه أبا الساج إلى اللارز ودنباوند فلما أحدقت الخيل بالمازيار من كل جانب بعث عند ذلك إبراهيم بن مهران صاحب شرطته وعلي بن ربن الكاتب
(٢٨٧)