إلى سلخ تير ماه فاعلم ذلك وجرد جبايتك واستخرج ما على أهل ناحيتك كملا ولا يمضين عنك تيرماه ولك درهم باق فإنك إن خالفت ذلك إلى غيره لم يكن جزاؤك عندنا الا الصلب فانظر لنفسك وحام عن مهجتك وشمر في أمرك وتابع كتابك إلى العباس وإياك والتعذير واكتب بما يحدث منك من الانكماش والتشمير فانا قد رجونا أن يكون في ذلك مشغلة لهم عن الأراجيف ومانع عن التسويف فقد أشاعوا في هذه الأيام أن أمير المؤمنين أكرمه الله صائر إلى قرماسين وموجه الأفشين إلى الري ولعمري لئن فعل أيده الله ذلك إنه لمما يسرنا الله به ويؤنسنا بجواره ويبسط الأمل بما قد عودنا من فوائده وأفضاله ويكبت أعداءه وأعداءنا ولن يهمل أكرمه الله أموره ويرفض ثغوره والتصرف في نواحي ملكه لأراجيف مرجف بعماله وقول قائل في خاصته فإنه لا يسرب أكرمه الله جنده إذا سرب ولا يندب قواده إذا ندب إلا إلى المخالف فاقرأ كتابنا هذا على من بحضرتك من أهل الخراج ليبلغ شاهدهم غائبهم فاعنف عليهم في استخراجه ومن هم بكسره فليبد بذلك صفحته لينزل الله به ما أنزل بأمثاله فان لهم أسوة في الوظائف وغيرها بأهل جرجان والري وما والاهما فإنما خفف الخلفاء عنهم خراجهم ورفعت الرفائع عنهم للحاجة التي كانت إليهم في محاربة أهل الجبال ولمغازى الديلم الضلال وقد كفى الله أمير المؤمنين أعزه الله ذلك كله وجعل أهل الجبال والديلم جندا وأعوانا والله المحمود * قال فلما ورد كتاب المازيار على شاذان بن الفضل عامله على الخراج أخذ الناس بالخراج فجبى جميع الخراج في شهرين وكان يجبى في اثنى عشر شهرا في كل أربعة أشهر الثلث وأن رجلا يقال له علي بن يزداد العطار وهو ممن أخذ منه رهينة هرب وخرج من عمل المازيار فأخبر أبو صالح سرخاستان بذلك وكان خليفة المازيار على سارية فجمع وجوه أهل مدينة سارية وأقبل يوبخهم ويقول كيف يطمئن الملك إليكم أم كيف يثق بكم وهذا علي بن يزداد ممن قد حلف وبايع وأعطى الرهينة ثم نكث وخرج وترك رهينته وأنتم لا تفون بيمين ولا تكرهون الخلف والحنث
(٢٨٥)