ليقفوهم على الطريق وأمرهم بحراسة الطريق في الليل لئلا يخرج منه أحد وكان يوجه إلى كل عسكر من هذه العساكر الميرة من عسكره وكانت هذه العساكر خمسة عشر عسكرا فكانوا كذلك حتى ورد كتاب أمير المؤمنين المعتصم بالذهب مختوما فيه أمان لبابك فدعا الأفشين من كان استأمن إليه من أصحاب بابك وفيهم ابن له كبيرا كبر ولده فقال له وللاسرى هذا ما لم أكن أرجوه من أمير المؤمنين ولا أطمع له فيه أن يكتب إليه وهو في هذه الحال بأمان فمن يأخذه منكم ويذهب به إليه فلم يجسر على ذلك أحد منهم فقال بعضهم أيها الأمير ما فينا أحد يجترئ أن يلقاه بهذا فقال له الأفشين ويحك إنه يفرح بهذا قال أصلح الله الأمير نحن أعرف بهذا منك قال فلا بد لكم من أن تهبوا لي نفسكم وتوصلوا هذا الكتاب إليه فقام رجلان منهم فقالا له اضمن لنا أنك تجرى على عيالاتنا فضمن لهما الأفشين ذلك وأخذ الكتاب وتوجها فلم يزالا يدوران في الغيضة حتى أصاباه وكتب معهما ابن بابك بكتاب يعلمه الخبر ويسأله أن يصير إلى الأمان فهو أسلم له وخير فدفعا إليه كتاب ابنه فقرأه وقال أي شئ كنتم تصنعون قالا أسر عيالاتنا في تلك الليلة وصبياننا ولم نعرف موضعك فنأتيك وكنا في موضع تخوفنا أن يأخذونا فطلبنا الآمان فقال للذي كان الكتاب معه هذا لا أعرفه ولكن أنت يا ابن الفاعلة كيف اجترأت على هذا أن تجيئني من عند ذاك ابن الفاعلة فأخذه وضرب عنقه وشد الكتاب على صدره مختوما لم يفضه ثم قال للآخر اذهب وقل لذاك ابن الفاعلة يعنى ابنه حيث يكتب إلى وكتب إليه لو أنك لحقت بي واتبعت دعوتك حتى يجيئك الامر يوما كنت ابني وقد صح عندي الساعة فساد أمك الفاعلة يا ابن الفاعلة عسى أن أعيش بعد اليوم قد كنت باسم هذه الرياسة وحيث ما كنت أو ذكرت كنت ملكا ولكنك من جنس لاخير فيه وأنا أشهد أنك لست يا بني تعيش يوما واحدا وأنت رئيس خير أو تعيش أربعين سنة وأنت عبد ذليل ورحل من موضعه ووجه مع الرجل ثلاثة نفر حتى أصعدوه من موضع من المواضع ثم لحقوا ببابك فلم يزل في تلك الغيضة حتى فنى زاده وخرج مما يلي طريقا كان عليه بعض
(٢٥٥)