الحوائط وقت ذلك في عضد مسرور الخادم وخشي إن قاتلهم أن يميل أكثر الناس معهم فخرج في أثر داود راجعا إلى العراق وبقى الناس بعرفة فلما زالت الشمس وحضرت الصلاة تدافعها قوم من أهل مكة فقال أحمد بن محمد بن الوليد الردمي وهو المؤذن وقاضي الجماعة والامام بأهل المسجد الحرام إذا لم تحضر الولاة لقاضي مكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي تقدم فاخطب بالناس وصل بهم الصلاتين فإنك قاضى البلد قال فلمن أخطب وقد هرب الامام وأطل هؤلاء القوم على الدخول قال لا تدع لاحد قال له محمد بل أنت فتقدم واخطب وصل بالناس فأبى حتى قدموا رجلا من عرض أهل مكة فصلى بالناس الظهر والعصر بلا خطبة ثم مضوا فوقفوا جميعا بالموقف من عرفة حتى غربت الشمس فدفع الناس لأنفسهم من عرفة بغير إمام حتى أتوا مزدلفة فصلى بهم المغرب والعشاء رجل أيضا من عرض الناس وحسين بن حسن يتوقف بسرف يرهب أن يدخل مكة فيدفع عنها ويقاتل دونها حتى خرج إليه قوم من أهل مكة ممن يميل إلى الطالبيين ويتخوف من العباسيين فأخبروه أن مكة ومنى وعرفة قد خلت ممن فيها من السلطان وأنهم قد خرجوا متوجهين إلى العراق فدخل حسين بن حسن مكة قبل المغرب من يوم عرفة وجميع من معه لا يبلغون عشرة فطافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة ومضوا إلى عرفة في الليل فوقفوا بها ساعة من الليل ثم رجع إلى مزدلفة فصلى بالناس الفجر ووقف على قزح ودفع بالناس منه وأقام بمنى أيام الحج فلم يزل مقيما بها حتى انقضت سنة 199 وأقام محمد بن سليمان بن داود الطالبي بالمدينة السنة أيضا فانصرف الحاج ومن كان شهد مكة والموسم على أن أهل الموسم قد أفاضوا من عرفة بغير إمام وقد كان هرثمة لما تخوف أن يفوته الحج وقد نزل قرية شاهي واقع أبا السرايا وأصحابه في المكان الذي واقعه فيه زهير فكانت الهزيمة على هرثمة في أول النهار فلما كان آخر النهار كانت الهزيمة على أصحاب أبي السرايا فلما رأى هرثمة أنه لم يصر إلى ما أراد أقام بقرية شاهي وود الحاج وغيرهم وبعث إلى المنصور بن المهدى فأتاه بقرية شاهي وصار يكاتب رؤساء أهل الكوفة
(١٢١)