وأخرجوهم من الكوفة وعملوا في ذلك عملا قبيحا واستخرجوا الودائع التي كانت لهم عند الناس فأخذوها وكان هرثمة فيما ذكر يخبر الناس أنه يريد الحج فكان قد حبس من يريد الحج من خراسان والجبال والجزيرة وحاج بغداد وغيرهم فلم يدع أحدا يخرج رجاء أن يأخذ الكوفة ووجه أبو السرايا إلى مكة والمدينة من يأخذهما ويقيم الحج للناس وكان الوالي على مكة والمدينة داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وكان الذي وجهه أبو السرايا إلى مكة حسين بن حسن الأفطس بن علي بن أبي طالب والذي وجهه إلى المدينة محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فدخلها ولم يقاتله بها أحد ومضى حسين بن حسن يريد مكة فلما قرب منها وقف هنيهة لمن فيها وكان داود بن عيسى لما بلغه توجيه أبى السرايا حسين بن حسن إلى مكة لإقامة الحج للناس جمع موالى بنى العباس وعبيد حوائطهم وكان مسرور الكبير الخادم قد حج في تلك السنة في مائتي فارس من أصحابه فتعبأ لحرب من يريد دخول مكة وأخذها من الطالبيين فقال لداود بن عيسى أقم لي شخصك أو شخص بعض ولدك وأنا أكفيك قتالهم فقال له داود لا أستحل القتال في الحرم والله لئن دخلوا من هذا الفج لأخرجن من هذا الفج الآخر فقال له مسرور تسلم ملكك وسلطانك إلى عدوك ومن لا يأخذ فيك لومة لائم في دينك ولا حرمك ولا مالك قال له داود أي ملك لي والله لقد أقمت معهم حتى شيخت فما ولوني ولاية حتى كبرت سنى وفنى عمري فولوني من الحجاز ما فيه القوت إنما هذا الملك لك وأشباهك فقاتل إن شئت أودع فانحاز داود من مكة إلى ناحية المشاش وقد شد أثقاله على الإبل فوجه بها في طريق العراق وافتعل كتابا من المأمون بتولية ابنه محمد بن داود على صلاة الموسم فقال له اخرج فصل بالناس الظهر والعصر بمنى والمغرب والعشاء وبت بمنى وصل بالناس الصبح ثم اركب دوابك فأنزل طريق عرفة وخذ على يسارك في شعب عمرو حتى تأخذ طريق المشاش حتى تلحقني ببستان ابن عامر ففعل ذلك وافترق الجمع الذي كان داود بن عيسى معهم بمكة من موالى بنى العباس وعبيد
(١٢٠)