وخرج به يشق السوق حتى أتى بئر ميمون وكان ينزل في دار داود بن عيسى في طريق منى فلما رأى ذلك أهل مكة ومن بها من المجاورين خرجوا فاجتمعوا في المسجد الحرام وغلقت الدكاكين ومال معهم أهل الطواف بالكعبة حتى أتوا محمد بن جعفر بن محمد وهو نازل دار داود فقالوا والله لنخلعنك ولنقتلنك أو تردن إلينا هذا الغلام الذي ابنك أخذه جهرة فأغلق باب الدار وكلمهم من الشباك الشارع في المسجد فقال والله ما علمت وأرسل إلى حسين بن حسن يسأله أن يركب إلى ابنه على فيستنقذ الغلام منه فأبى ذلك حسين وقال والله إنك لتعلم أنى لا أقوى على ابنك ولو جئته لقاتلني وحاربني في أصحابه فلما رأى ذلك محمد قال لأهل مكة آمنوني حتى أركب إليه وآخذ الغلام منه فآمنوه وأذنوا له في الركوب فركب بنفسه حتى صار إلى ابنه فأخذ الغلام منه وسلمه إلى أهله قال فلم يلبثوا الا يسيرا حتى أقبل إسحاق بن موسى ابن عيسى العباس مقبلا من اليمن حتى نزل المشاش فاجتمع العلويون إلى محمد بن جعفر ابن محمد فقالوا له يا أمير المؤمنين هذا إسحاق بن موسى مقبلا إلينا في الخيل والرجال وقد رأينا أن نخندق خندقا بأعلى مكة وتبرز شخصك ليراك الناس ويحاربوا معك وبعثوا إلى من حولهم من الاعراب ففرضوا لهم وخندقوا على مكة ليقاتلوا إسحاق بن موسى من ورائه فقاتلهم إسحاق أياما ثم إن إسحاق كره القتال والحرب وخرج يريد العراق فلقيه ورقاء بن جميل في أصحابه ومن كان معه من أصحاب الجلودي فقالوا لإسحاق ارجع معنا إلى مكة ونحن نكفيك القتال فرجع معهم حتى أتوا مكة فنزلوا المشاش واجتمع إلى محمد بن جعفر من كان معه من غوغائها ومن سودان أهل المياه ومن فرض له من الاعراب فعبأهم ببئر ميمون وأقبل إليهم إسحاق بن موسى وورقاء بن جميل بمن معه من القواد والجند فقاتلهم ببئر ميمون فوقعت بينهم قتلى وجراحات ثم رجع إسحاق وورقاء إلى معسكرهم ثم عاودهم بعد ذلك بيوم فقاتلهم فكانت الهزيمة على محمد بن جعفر وأصحابه فلما رأى ذلك محمد بعث رجالا من قريش فيهم قاضى مكة يسألون لهم الأمان حتى يخرجوا من مكة ويذهبوا حيث شاءوا فأجابهم إسحاق وورقاء بن جميل إلى ذلك وأجلوهم ثلاثة أيام
(١٢٦)