المطابخ المجلدة بجلود البقر فدفع إلى كل إنسان منهم كتابه وكان في تلك الكتب كتاب من محمد بن هارون إلى حسين الخادم بخطه يأمره بتخلية بكر بن المعتمر وإطلاقه فدفعه إليه وكتاب إلى عبد الله المأمون فاحتبس كتاب المأمون عنده ليبعثه إلى المأمون بمرو وأرسلوا إلى صالح بن الرشيد وكان مع أبيه بطوس وذلك أنه كان أكبر من يحضر هارون من ولده فأتاهم في تلك الساعة فسألهم عن أبيه هارون فأعلموه فجزع جزعا شديدا ثم دفعوا إليه كتاب أخيه محمد الذي جاء به بكر وكان الذين حضروا وفاة هارون هم الذين ولوا أمره وغسله وتجهيزه وصلى عليه ابنه صالح وكانت نسخة كتاب محمد إلى أخيه عبد الله المأمون إذا ورد عليك كتاب أخيك أعاذه الله من فقدك عند حلول مالا مرد له ولا مدفع مما قد أخف وتناسخ الأمم الخالية والقرون الماضية بما عزاك الله به واعلم أن الله جل ثناؤه قد اختار لأمير المؤمنين أفضل الدارين وأجزل الحظين فقبضه الله طاهرا زاكيا قد شكر سعيه وغفر ذنبه إن شاء الله فقم في أمرك قيام ذي الحزم والعزم والناظر لأخيه ونفسه وسلطانه وعامة المسلمين وإياك أن يغلب عليك الجزع فإنه يحبط الاجر ويعقب الوزر وصلوات الله على أمير المؤمنين حيا وميتا وإنا لله وإنا إليه راجعون وخذ البيعة على من قبلك من قوادك وجندك وخاصتك وعامتك لأخيك ثم لنفسك ثم للقاسم ابن أمير المؤمنين على الشرطية التي جعلها لك أمير المؤمنين من نسخها له وإثباتها فإنه مقلد من ذاك ما قلدك الله وخليفته وأعلم من قبلك رأيي في صلاحهم وسد خلتهم والتوسعة عليهم فمن أنكرته عند بيعته أو اتهمته على طاعته فابعث إلى برأسه مع خبره وإياك وإقالته فان النار أولى به واكتب إلى عمال ثغورك وأمراء أجنادك بما طرقك من المصيبة بأمير المؤمنين وأعلمهم أن الله لم يرض الدنيا له ثوابا حتى قبضه إلى روحه وراحته وجنته مغبوطا محمودا قائدا لجميع خلفائه إلى الجنة إن شاء الله ومرهم أن يأخذوا البيعة على أجنادهم وخواصهم وعوامهم على مثل ما أمرتك به من أخذها
(٥٤٦)