ابن الربيع احمل إليه مائة ألف درهم لقضاء دينه وانظر من الباب من الشعراء فيوذن لهم فإذا العماني ومنصور النمري فأذن لهما فقال أدن منى الشيخ فدنا منه وهو يقول قل للامام المقتدى بأمه * ما قاسم دون مدى ابن أمه * فقد رضيناه فقم فسمه فقال الرشيد ما ترضى أن تدعو إلى عقد البيعة له وأنا جالس حتى تنهضني قائما قال قيام عزم يا أمير المؤمنين لا قيام حتم فقال يوتى بالقاسم فأتى به وطبطب في أرجوزته فقال الرشيد للقاسم إن هذا الشيخ قد دعا إلى عقد البيعة لك فأجزل له العطية فقال حكم أمير المؤمنين قال وما أنا وذاك هات النمري فدنا منه وأنشده ما تنقضي حسرة منا ولا جزع - حتى بلغ - ما كان أحسن أيام الشباب وما * أبقى حلاوة ذكراه التي تدع ما كنت أو في شبابي كنه غرته * حتى مضى فإذا الدنيا له تبع قال للرشيد لا خير في دنيا لا يخطر فيها ببرد الشباب * وذكر أن سعيد بن سلم الباهلي دخل على الرشيد فسلم عليه فأومأ إليه الرشيد فجلس فقال يا أمير المؤمنين أعرابي من باهلة واقف على باب أمير المؤمنين ما رأيت قط أشعر منه قال أما أنك أسبحت هذين يعنى العماني ومنصور النمري وكانا حاضريه نهبي لهما احجارك قال هما يا أمير المؤمنين يهباني فيؤذن للاعرابي فأذن له فإذا أعرابي في جبة خز ورداء يمان قد شد وسطه ثم ثناه على عاتقه وعمامة قد عصبها على خديه وأرخى لها عذبة فمثل بين يدي أمير المؤمنين وألقيت الكراسي فجلس الكسائي والمفضل وابن سلم والفضل بن الربيع فقال ابن سلم للاعرابي خذ في شرب أمير المؤمنين فاندفع الأعرابي في شعره فقال أمير المؤمنين أسمعك مستحسنا وأنكرك متهما عليك فان يكن هذا الشعر لك وأنت قلته من نفسك فقل لنا في هذين بيتين يعنى محمدا والمأمون وهما حفافاه فقال يا أمير المؤمنين حملتني على القدر في غير الحذر روعة الخلافة وبهر البديهة ونفور القوافي على الروية فيمهلني أمير المؤمنين يتألف إلى نافراتها ويسكن روعي قال قد أمهلتك يا أعرابي وجعلت اعتذارك بدلا من
(٥٤٢)