أشاروا به عليك جعلت هؤلاء هدية إلى محمد ولكن الرأي أن تكتب إليهم كتابا وتوجه إليهم رسولا فتذكرهم البيعة وتسألهم الوفاء وتحذرهم الحنث وما يلزمهم في ذلك في الدنيا والدين قال قلت له إن كتابك ورسلك تقوم مقامك فتستبرئ ما عند القوم وتوجه سهل بن صاعد وكان على قهرمته فإنه يأملك ويرجو أن ينال أمله فلن يألوك نصحا وتوجه نوفلا الخادم مولى موسى أمير المؤمنين وكان عاقلا فكتب كتابا ووجههما فلحقاهم بنيسابور قد رحلوا ثلاث مراحل فذكر الحسن بن أبي سعد عن سهل بن صاعد أنه قال لما أوصلت إلى الفضل بن الربيع كتابه فقال لي انما أنا واحد منهم قال لي سهل وشد على عبد الرحمن ابن جبلة بالرمح فأمره على جنبي ثم قال قل لصاحبك والله لو كنت حاضرا لو ضعت الرمح في فيك هذا جوابي قال ونال من المأمون فرجعت بالخبر قال الفضل بن سهل فقلت للمأمون أعداء قد استرحت منهم ولكن افهم عنى ما أقول لك ان هذه الدولة لم تكن قط أعزمنها أيام بي جعفر فخرج عليه المقنع وهو يدعى الربوبية وقال بعضهم طلب بدم أبى مسلم فتضعضع العسكر بخروجه بخراسان فكفاه الله المؤنة ثم خرج بعده يوسف البرم وهو عند بعض المسلمين كافر فكفى الله المؤنة ثم خرج أستاذ سيس يدعو إلى الكفر فسار المهدى من الري إلى نيسابور فكفى المؤنة ولكن ما أضع أكبر عليك أخبرني كيف رأيت الناس حين ورد عليهم خبر رافع قال رأيتهم اضطربوا اضطرابا شديدا قلت وكيف بك وأنت نازل في أخوالك وبيعتك في أعناقهم كيف يكون اضطراب أهل بغداد اصبر وأنا أضمن لك الخلافة ووضعت يدي على صدري قال قد فعلت وجعلت الامر إليك فقم به قال قلت والله لأصدقنك إن عبد الله بن مالك ويحيى بن معاذ ومن سمينا من أمراء الرؤساء إن قاموا لك بالامر كان أنفع منى لك برئاستهم المشهورة ولما عندهم من القوة على الحرب فمن قام بالامر كنت خادما له حتى تصير إلى محبتك وترى رأيك في فلقيتهم في منازلهم وذكرتهم البيعة التي في أعناقهم وما يجب عليهم من الوفاء قال فكأني جئتهم بجيفة على طبق فقال بعضهم هذا لا يحل اخرج وقال بعضهم من الذي يدخل
(٥٥٠)