امتحانك فقال يا أمير المؤمنين نفست * الخناق وسهلت ميدان النفاق ثم أنشأ يقول هما طنباها بارك الله فيهما * وأنت أمير المؤمنين عمودها بنيت بعبد الله بعد محمد * ذرى قبة الاسلام فاهتز عودها فقال وأنت يا اعرابي بارك الله فيك فسلنا ولا تكن مسألتك دون إحسانك قال الهنيدة يا أمير المؤمنين قال فتبسم أمير المؤمنين وأمر له بمائة ألف درهم وسبع خلع * وذكر أن الرشيد قال لابنه القاسم وقد دخل عليه قبل أن يبايع له أنت للمأمون ببعض حمل هذا قال ببعض حطه وقال للقاسم يوما قبل البيعة له قد أوصيت الأمين والمأمون بك قال أما أنت يا أمير المؤمنين فقد توليت النظر لهما ووكلت النظر لي إلى غيرك وقال مصعب بن عبد الله الزبيري قدم الرشيد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه محمد الأمين وعبد الله المأمون فأعطى فيها العطايا وقسم في تلك السنة في رجالهم ونسائهم ثلاثة أعطية فكانت الثلاثة الأعطية التي قسمها فيهم ألف ألف دينار وخمسين ألف دينار وفرض في تلك السنة لخمسمائة من وجوه موالى المدينة ففرض لبعضهم في الشرف منهم يحيى بن مسكين وابن عثمان ومخراق مولى بنى تميم وكان يقرأ القرآن بالمدينة وقال إسحاق المولى لما بايع الرشيد لولده كان فيمن بايع عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير فلما قدم ليبايع قال لا قصرا عنها ولا بلغتهما * حتى يطول على يديك طوالها فاستحسن الرشيد ما تمثل وأجزل له صلته قال والشعر لطريح بن إسماعيل قاله في الوليد بن يزيد وفى ابنيه وقال أبو الشيص يرثى هارون الرشيد غربت في الشرق شمس * فلها عينان تدمع ما رأينا قط شمسا * غربت من حيث تطلع وقال أبو نواس الحسن بن هانئ جرت جوار بالسعد والنحس * فنحن في مأتم وفى عرس القلب يبكى والسن ضاحكة * فنحن في وحشة وفى انس
(٥٤٣)