ونزل هو بالرصافة في ظهر الكوفة وكان جميع جنده الذين في عسكره نحوا من ألف وخمسمائة وكان المسيب بن زهير على حرسه فجزأ الجند ثلاثة أجزاء خمسمائة خمسمائة فكان يطوف الكوفة كلها في كل ليلة وأمر مناديا فنادى من أخذناه بعد عتمة فقد أحل بنفسه فكان إذا أخذ رجلا بعد عتمة لفه في عباءة وحمله فبيته عنده فإذا أصبح سأل عنه فان علم براءته أطلقه وإلا حبسه قال وحدثني أبو الحسن الحذاء قال أخذ أبو جعفر الناس بالسواد فكنت أراهم يصبغون ثيابهم بالمداد * وحدثني علي بن الجعد قال رأيت أهل الكوفة أيامئذ أخذوا بلبس الثياب السود حتى البقالين أن أحدهم ليصبغ الثوب بالأنقاس ثم يلبسه * وحدثني جواد ابن غالب قال حدثني العباس بن سلم مولى قحطبة قال كان أمير المؤمنين أبو جعفر إذا اتهم أحدا من أهل الكوفة بالميل إلى إبراهيم أمر أبى سلما بطلبه فكان يمهل حتى إذا غسق الليل وهدأ الناس نصب سلما على منزل الرجل فطرقه في بيته حتى يخرجه فيقتله ويأخذ خاتمه قال أبو سهل جواد فسمعت جميلا مولى محمد بن أبي العباس يقول للعباس بن سلم والله لو لم يورثك أبوك إلا خواتيم من قتل من أهل الكوفة كنت أيسر الأبناء * حدثني سهل بن عقيل قال حدثني سلم بن فرقد حاجب سليمان بن مجالد قال كان لي بالكوفة صديق فأتاني فقال أيا هذا اعلم أن أهل الكوفة معدون للوثوب بصاحبكم فان قدرت على أن تبوئ أهلك مكانا حريزا فافعل قال فأتيت سليمان بن مجالد فأخبرته الخبر فأخبر أبا جعفر ولأبي جعفر عين من أهل الكوفة من الصيارفة يدعى ابن مقرن قال فأرسل إليه فقال ويحك قد تحرك أهل الكوفة فقال لا والله يا أمير المؤمنين أنا عذيرك منهم قال فركن إلى قوله وأضرب عنهم * وحدثني يحيى بن ميمون من أهل القادسية قال سمعت عدة من أهل القادسية يذكرون أن رجلا من أهل خراسان يكنى أبا الفضل ويسمى فلان ابن معقل ولى القادسية ليمنع أهل الكوفة من اتيان إبراهيم وكان الناس قدر صدوا في طريق البصرة فكانوا يأتون القادسية ثم العذيب ثم وادى السباع ثم يعدلون ذات اليسار في البر حتى قدموا البصرة قال فخرج نفر
(٢٤٨)