لبأطراف الجبال في ارتياد منزل إذ قدم على صاحبي فأخبرني الخبر فأخبرت به أمير المؤمنين فدعا الرجل فحدثه الحديث فكر راجعا عوده على بدئه وقال أنا والله ذاك لقد سميت مقلاصا وأنا صبي ثم انقطعت عنى وذكر عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال ما أراد أبو جعفر الانتقال من الهاشمية بعث روادا يرتادون له موضعا ينزله واسطا رافقا بالعامة والجند فنعت له موضع قريب من بارما وذكر له عند غذاء طيب فخرج إليه بنفسه حتى ينظر إليه وبات فيه وكرر نظره فيه فرآه موضعا طيبا فقال لجماعة من أصحابه منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب الخوزي وعبد الملك بن حميد الكاتب وغيرهم ما رأيكم في هذا الموضع قالوا ما رأينا مثله هو طيب صالح موافق قال صدقتم هو هكذا ولكنه لا يحمل الجند والناس والجماعات وإنما أريد موضعا يرتفق الناس به ويوافقهم مع موافقته لي ولا تغلو عليهم فيه الأسعار ولا تشتد فيه المؤونة فانى إن أقمت في موضع لا يجلب إليه من البر والبحر شئ غلت الأسعار وقلت المادة واشتدت المؤونة وشق ذلك على الناس وقد وقد مررت في طريقي على موضع فيه مجتمعة هذه الخصال فأنا نازل فيه وبائت به فإن اجتمع لي فيه ما أريد من طيب الليل والموافقة مع احتماله للجند والناس أبتنيه قال الهيثم بن عدي فخبرت أنه أتى ناحية الجسر فعبر في موضع قصر السنلام ثم صلى العصر وكان في صيف وكان في موضع القصر بيعة قس ثم بات ليلة حتى أصبح فبات أطيب مبيت في الأرض وأرفقه وأقام يومه فلم ير إلا ما يحب فقال هذا موضع أبنى فيه فإنه تأتيه المادة من الفرات ودجلة وجماعة من الأنهار ولا يحمل الجند والعامة إلا مثله فخطها وقدر بناءها ووضع أول لبنة بيده وقال بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال ابنوا على بركة الله وذكر عن بشر بن ميمون الشروى وسليمان بن مجالد أن المنصور لما رجع من ناحية الجبل سأل عن خبر القائد الذي حدثه عن الطبيب الذي أخبره عما يجدون في كتبهم من خبر مقلاص ونزل الدير الذي هو حذاء قصره المعروف بالخلد فدعا بصاحب الدير وأحضر البطريق صاحب رحا البطريق وصاحب بغداد
(٢٣٥)