يستوثق من الفاسق علي بن عيسى وولده وعماله وكتابه وأن يشد عليهم وطأته ويحل بهم سطوته ويستخرج منهم كل مال يصح عليهم من خراج أمير المؤمنين وفئ المسلمين فإذا استنظف ما عندهم وقبلهم من ذلك نظر في حقوق المسلمين والمعاهدين وأخذهم بحق كل ذي حق حتى يردوه إليهم فان ثبتت قبلهم حقوق لأمير المؤمنين وحقوق للمسلمين فدافعوا بها وجحدوها أن يصب عليهم سوط عذاب الله وأليم نقمته حتى يبلغ بهم الحال التي إن تخطاها بأدنى أدب تلفت أنفسهم وبطلت أرواحهم فإذا خرجوا من حق كل ذي حق أشخصهم كما تشخص العصاة من خشونة الوطاء وخشونة المطعم والمشرب وغلظ الملبس مع الثقات من أصحابه إلى باب أمير المؤمنين إن شاء الله فاعمل يا أبا حاتم بما عهدت إليك فإني آثرت الله وديني على هواي وإرادتي فكذلك فليكن عملك وعليه فليكن أمرك ودبر في عمال الكور الذين تمر بهم في صعودك مالا يستوحشون معه إلى أمر يريبهم وظن يرعبهم وابسط من آمال أهل ذلك الثغر ومن أمانهم وعذرهم ثم اعمل بما يرضى الله منك وخليفته ومن ولاك الله أمره إن شاء الله هذا عهدي وكتابي بخطى وأنا أشهدا لله وملائكته وحملة عرشه وسكان سماواته وكفى بالله شهيدا وكتب أمير المؤمنين بخط يده لم يحضره إلا الله وملائكته ثم أمر أن يكتب كتاب هرثمة إلى علي بن عيسى في معاونته وتقوية أمره والشد على يديه فكتب وظهر الامر بها وكانت كتب حمويه وردت على هارون ان رافعا لم يخلع ولا نزع السواد ولا من شايعه وانما غايتهم عزل على ابن عيسى الذي قد سامهم المكروه * ومن ذلك ما كان من شخوص هرثمة بن أعين إلى خراسان واليا عليها ذكر الخبر عما كان من أمره في شخوصه إليها وأمر علي بن عيسى وولده ذكر أن هرثمة مضى في اليوم السادس من اليوم الذي كتب له عهده الرشيد وشيعه الرشيد وأوصاه بما يحتاج إليه فلم يعرج هرثمة على شئ ووجه إلى علي بن عيسى في الظاهر أموالا وسلاحا وخلعا وطيبا حتى إذا نزل نيسابور جمع جماعة
(٥١٥)