ابن معن بن زائدة حصن الصقالبة ودبسة وافتتح يريد بن مخلد الصفصاف وملقوبية وكان فتح الرشيد هرقلة في شوال وأخربها وسبى أهلها بعد مقام ثلاثين يوما عليها وولى حميد بن معيوف سواحل بحر الشأم إلى مصر فبلغ حميد قبرس فهدم وحرق وسبى من أهلها ستة عشر ألفا فأقدمهم الرافقة فتولى بيعهم أبو البختري القاضي فبلغ أسقف قبرس ألفى دينار وكان شخوص هارون إلى بلاد الروم لعشر بقين من رجب واتخذ قلنسوة مكتوبا عليها غاز حاج فكان يلبسها فقال أبو المعالي الكلابي فمن يطلب لقاءك أو يرده * فبالحرمين أو أقصى الثغور ففي أرض العدو على طمر * وفى أرض الترفه فوق كور وما حاز الثغور سواك خلق * من المتخلفين على الأمور ثم صار الرشيد إلى الطوانة فعسكر بها ثم رحل عنها وخلف عليها عقبة بن جعفر وأمره ببناء منزل هنا لك وبعث نقفور إلى الرشيد بالخراج والجزية عن رأسه وولى عهده وبطارقته وسائر أهل بلده خمسين ألف دينار منها عن رأسه أربعة دنانير وعن رأس ابنه استبراق دينارين وكتب نقفور مع بطريقين من عظماء بطارقته في جارية من سبى هرقلة كتابا نسخته لعبد الله هارون أمير المؤمنين من نقفور ملك الروم سلام عليكم أبا بعد أيها الملك إن لي إليك حاجة لا تضرك في دينك ولا دنياك هنية يسيرة أن تهب لا بنى جارية من بنات أهل هرقلة كنت قد خطبتها على ابني فإني رأيت أن تسعفني بحاجتي فعلت والسلام عليك ورحمة الله وبركاته واستهداه أيضا طيبا وسرادقا من سرادقاته فأمر الرشيد بطلب الجارية فأحضرت وزينت وأجلست على سرير في مضبه الذي كان نازلا فيه وسلمت الجارية والمضرب بما فيه من الآنية والمتاع إلى رسول نقفور وبعث إليه بما سأل من العطر وبعت إليه من التمور والأخبصة والزبيب والترياق فسلم ذلك كله إليه رسول الرشيد فأعطاه نقفور وقر دراهم إسلامية على برذون كميت كان مبلغه خمسين ألف درهم ومائة ثوب ديباج ومائتي ثوب بزيون واثنى عشر
(٥١٠)