أهلها فقال له الحسين أعيذ بالله الأمير أن يقبل قول واش أو سعاية باغ فإني برئ مما قرفت به قال كذبت لا أم لك قد صح عندي أنك ثملت من الخمر وقلت ما وجب عليك به أغلظ الأدب ولعل الله أن يعاجلك ببأسه ونقمته اخرج عنى غير مستور ولا مصاحب فجاء الحاجب فأخذ بيده فأخرجه وقال لهشام بن فرخسر وصارت دارك دار الندوة تجمع فيها إليك السفهاء وتطعن على الولاة سفك الله دمى إن لم أسفك دمك فقال هشام جعلت فداء الأمير أنا والله مظلوم مرحوم والله ما أدع في تقريض الأمير جهدا وفى وصفه قولا إلا خصصته به وقلته فيه فان كنت إذا قلت خيرا نقل إليك شر فما حيلتي قال كذبت لا أم لك لأنا أعلم بما ينطوى عليه جوانحك من ولدك وأهلك فاخرج فعن قريب أريح منك نفسي فخرج فلما كان في آخر الليل دعا ابنته عالية وكانت من أكبر ولده فقال لها أي بنية إني أريد أن أفضى إليك بأمر إن أنت أظهرته قتلت وإن حفظته سلمت فاختاري بقاء أبيك على موته قالت وما ذاك جعلت فداك قال إني أخاف هذا الفاجر علي بن عيسى على دمى وقد عزمت على أن أظهر أن الفالج أصابني فإذا كان في السحر فاجمعي جواريك وتعالى إلى فراشي وحركيني فإذا رأيت حركتي قد ثقلت فصيحي أنت وجواريك وابعثي إلى أخوتك فاعلميهم علتي وإياك ثم إياك أن تطلعي على صحة بدني أحدا من خلق الله من قريب أو بعيد ففعلت وكانت عاقلة حازمة فأقام مطروحا على فراشه حينا لا يتحرك الا إن حرك فيقال إنه لم يعلم من أهل خراسان أحد من عزل علي بن عيسى بخبر ولا أثر غير هشام فإنه توهم عزله فصح توهمه ويقال إنه خرج في اليوم الذي قدم فيه هرثمة لتلقيه فرآه في الطريق رجل من قواد علي بن عيسى فقال صح الجسم فقال ما زال صحيحا بحمد الله وقال بعضهم بل رآه علي بن عيسى فقال أين بك فقال أتلقى أميرنا أبا حاتم قال ألم تكن عليلا قال بلى فوهب الله العافية وعزل الله الطاغية في ليلة واحدة وأما الحسين بن مصعب فإنه خرج إلى مكة مستجيرا بالرشيد من علي بن عيسى فأجاره ولما عزل الرشيد على عزل علي بن عيسى دعا فيما بلغني هرثمة بن أعين مستخليا
(٥١٣)