وضعت له وسائد بعضها فوق بعض وهو قائم متكئ عليها وإذا هو يضحك من شئ في نفسه متعجبا منه فقلنا ما الذي يضحك الأمير أدام الله سروره قال لقد دخلني اليوم سرور ما دخلني مثله قط فقلنا تمم الله للأمير سروره وزاده سرورا فقال والله لا أحدثكم به إلا قائما واتكأ على الفرش وهو قائم فقال كنت اليوم عند أمير المؤمنين الرشيد فدعا بيحيى بن عبد الله فأخرج من السجن مكبلا في الحديد وعنده بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وكان بكار شديد البغض لآل أبى طالب وكان يبلغ هارون عنهم ويسئ بأخبارهم وكان الرشيد ولاه المدينة وأمره بالتضييق عليهم قال فلما دعى بيحيى قال له الرشيد هيه هيه متضاحكا وهذا يزعم أيضا أنا سممناه فقال يحيى ما معنى يزعم ها هوداء لساني قال وأخرج لسانه أخضر مثل السلق قال فتربد هارون واشتد غضبه فقال يحيى يا أمير المؤمنين إن لنا قرابة ورحما ولسنا بترك ولا ديلم يا أمير المؤمنين إنا وأنتم أهل بيت واحد فأذكرك الله وقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تحبسني وتعذبني قال فرق له هارون وأقبل الزبيري على الرشيد فقال يا أمير المؤمنين لا يغرك كلام هذا فإنه شاق عاص وإنما هذا منه مكر وخبث إن هذا أفسد علينا مدينتنا وأظهر فيها العصيان قال فأقبل يحيى عليه فوالله ما استأذن أمير المؤمنين في الكلام حتى قال أفسد عليكم مدينتكم ومن أنتم عافاكم الله قال الزبيري هذا كلامه قدامك فكيف إذا غاب عنك يقول ومن أنتم استخفافا بنا قال فأقبل عليه يحيى فقال نعم ومن أنتم عافاكم الله المدينة كانت مهاجر عبد الله بن الزبير أم مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أنت حتى تقول أفسد علينا مدينتنا وإنما بآبائي وآباء هذا هاجر أبوك إلى المدينة ثم قال يا أمير المؤمنين إنما الناس نحن وأنتم فان خرجنا عليكم قلنا أكلتم وأجعتمونا ولبستم وأعريتمونا وركبتم وأرجلتمونا فوجدنا بذلك مقالا فيكم ووجدتم بخروجنا عليكم مقالا فينا فتكافأ فيه القول ويعود أمير المؤمنين على أهله بالفضل يا أمير المؤمنين فلم يجترئ هذا وضرباؤه على
(٤٥٢)